Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 6-7)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } أي اجعلوا لها وقاية بفعل الطاعات واجتناب المعاصي : وقوا امر من الوقاية ، فوزنه عوا ، لأن فاءه حذفت لوقوعها في المضارع بين ياء وكسرة ، والأمر محمول عليه ، وحذفت اللام حملاً له على المجزو ؛ فأصله أوقيوا فحذفت الواو التي هي فاء الكلمة حملاً على المضارع ، وحذفت همزة الوصل استغناء عنها لزوال الساكن الذي جيء به لأجله ، واستثقلت الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان ، حذفت الياء وضم ما قبل الواو لتصح . قوله : { وَأَهْلِيكُمْ } أي مرورهم بالخير وانهوهم عن الشر وعلموهم وأدبوهم ، والمراد بالأهل النساء والأولاد وما ألحق بهما . قوله : { وَقُودُهَا } أي ما توقد به . قوله : ( كأصنامهم ) مثال للحجارة التي توقد النار بها ، قوله : ( منها ) حال من الأصنام والضمير للحجارة . قوله : { عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ } أي يتولى أمرها وتعذيب أهلها . قوله : ( من غضب القلب ) أي قسوته فلا يرحمون أحداً ، لأنهم خلقوا من الغضب ، وحبب إليهم عذاب الخلق ، كما حبب لبني آدم الطعام والشراب ، وقيل : غلاظ الأبدان لما روي ما بين منكبي أحدهم كما بين المشرق والمغرب . قوله : { شِدَادٌ } ( في البطش ) أي فقد روي أنه من جملة قوة الواحد منهم أن يضرب بالمقمع ، فتدفع الضربة سبعين ألف إنسان في قعر جهنم . قوله : ( بدل من لفظ الجلالة ) أي بدل اشتمال كأنه قال لا يعصون أمره ، وفيه إشارة إلى أن { مَآ } مصدرية . قوله : { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } أي به . قوله : ( تأكيد ) جواب عما يقال : إن الجملة الأولى هي عين الجملة الثانية فلم كررها ؟ فأجاب : بأنه كررها للتأكيد . وأجيب أيضاً : بأن مفاد الجملة الأولى ، أنهم لا يقع منهم عصيان لأمر الله ولا مخالفة ، ومفاد الجملة الثانية ، أن قضاء الله نافذ على أيديهم ، لا يعوقهم عنه عائق ، بخلاف أهل طاعة الله في الدنيا ، قد يتخلف ما أمروا به لعجز أو نسيان مثلاً ، فتغايرا بهذا الاعتبار . قوله : ( والآية تخويف للمؤمنين ) أي الخالصين ، وهو جواب عما يقال : إن هذا خطاب للمشركين ، فلأي شيء خوطب به المؤمنون ؟ فأجاب : بأنه على سبيل التخويف للمؤمنين الخالصين ، وللمنافقين الذين هم مؤمنون ظاهراً . قوله : ( يقال لهم ذلك ) أي { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } الخ . قوله : ( أي لأنه لا ينفعكم ) أي لأنه يوم الجزاء لا يوم الاعتذار ، إذ قد فات زمنه . قوله : ( أي جزاءه ) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف في قوله : { مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } .