Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 22-27)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً } الخ ، هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر ، توضيحاً لحالهما ، وتحقيقاً لشأنهما . قوله : { مُكِبّاً } اسم فاعل من أكب اللازم المطاوع لكب ، فكب من غير همزة ، ومتعدّ ، يقال : كبه الله ، وأما أكب فهو لازم ، أكب أي سقط ، وهذا على خلاف القاعدة المشهورة ، من أن الهزة إذا دخلت على اللازم تصيره متعدياً ، وهنا دخلت على المتعدي فصيرته لازماً . قوله : ( واقعاً ) { عَلَىٰ وَجْهِهِ } أي لكونه أعمى ماشياً على غير طريق ، فهو معرض للهلاك . قوله : { أَهْدَىٰ } أي متصف بالهدى ، فأفعل التفضيل ليس على بابه ، كما يشير له المفسر ، بقوله : ( أي أيهما على هدى ) . قوله : ( وخبر من الثانية ) الخ ، لا حاجة له ، بل من الثانية معطوفة على الأولى عطف مفردات ، والخبر قوله : { أَهْدَىٰ } وأفرد لأن العطف بأم وهي لأحد الشيئن . قوله : ( والمثل في المؤمن والكافر ) أي فلا يستوي الأعمى الماشي على غير طريق ، والبصير الماشي في الطريق المعتدلة ، لأن الأول معرض للهلاك والتلف ، بخلاف الثاني ، فتسوية الكفار لهما خسافة عقل وعدم تدبر ، والمذكور في الآية هو المشبه به ، والمشبه محذوف لدلالة السياق عليه . قوله : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يذكرهم بنعم الله تعالى عليهم ، ليرجعوا إليه في أمورهم ، ولا يعولوا على غيره . قوله : { وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ } أي لتسمعوا آيات الله وتتعظوا بها . قوله : { وَٱلأَبْصَارَ } أي لتنظروا بها إلى مصنوعاته الدالة على انفراده بالخلق والتدبير . قوله : { وَٱلأَفْئِدَةَ } لتتفكروا بها فيما تسمعونه وتبصرونه من الآيات العظيمة . قوله : { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } { قَلِيلاً } صفة مصدر محذوف ، أي شكراً قليلاً ، والشكر صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه إلى ما خلق لأجله ، فصرف النعم في غير مصارفها كفر لها . قوله : ( ما مزيدة ) أي لتأكيد القلة ، وهي على بابها بالنسبة للمؤمن ، أو بمعنى العدم بالنسبة للكافر . قوله : { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ } أي أنشأكم وبثكم ونشركم . قوله : { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } أي تجمعون وتضمون للحساب . قوله : { وَيَقُولُونَ } أي استهزاء وتكذيباً . قوله : { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } قصدوا بهذا الخطاب النبي والمؤمنين لأنهم مشاركون له في الوعد وتلاوة الآيات ، وجواب الشرط محذوف أي فبينوا وقته . قوله : ( بمجيئه ) أي بوقت إتيانه . قوله : ( بين الإنذار ) أي بسبب إقامة الأدلة الواضحة والبراهين القاطعة . قوله : { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً } مرتب على محذوف تقديره : وقد أتاهم الموعود به فرأوه ، فلما رأوه الخ . قوله : ( أي العذاب بعد الحشر ) أي وهو العذاب في الآخرة ، وهذا قول جمهور المفسرين في مرجع الضمير في { رَأَوْهُ } وقيل هو عذاب بدر ، وقيل هو علمهم السيئ . قوله : { زُلْفَةً } اسم مصدر لأزلف ومصدره الإزلاف . قوله : ( قريباً ) حال مفعول { رَأَوْهُ } قوله : { سِيئَتْ } مبني للمفعول ، والأصل ساء العذاب وجوههم ، وأظهر في مقام الإضمار تقبيحاً وتسجيلاً بوصف الكفر . قوله : ( أي قال الخزنة لهم ) أي توبيخاً وتقريعاً . قوله : { تَدَّعُونَ } من الدعوى ، ومفعوله محذوف قدره المفسر . بقوله : ( أنكم لا تبعثون ) والباء في { بِهِ } سببية ، والمعنى : فلما رأوا عذاب الآخرة قريباً منها ، اسودت وجوههم وقال لهم الخزنة : هذا العذاب الذي كنتم بسبب انذاركم وتخويفكم به ، ادعيتم البعث ، وانكرتم البعث . قوله : ( وهذه حكاية حال ) الخ ، اسم الإشارة عائد على قوله : { فَلَمَّا رَأَوْهُ } .