Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 5-9)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا } الخ ، شروع في ذكر أدلة أخرى على توحيده سبحانه وتعالى ، وتمام قدرته وارادته . قوله : ( القرى إلى الأرض ) أي التي هي أقرب إلى الأرض من باقي السماوات فقربى صيغة تفضيل كما تقول : هند فضلى النساء ، ولا يخالف ما تقدم ، من أن الكواكب ثابتة في العرش أو الكرسي ، لأن السماء شفافة لا تحجب ما وراءها ، فتزين السماء الدنيا بالكواكب ، لا يقتضي أنها ثابتة فيها ، وهذا في غير الكواكب السبعة التي أشار لها بعضهم بقوله : @ زجل شرى مريخة من شمسه فتزاهرت لعطارد الأقمار @@ فإنها مفرقة على السماوات السبع ، في كل سماء كوكب منها ، فزحل في السابعة ، والمشتري في السادسة ، والمريخ في الخامسة ، والشمس في الرابعة ، والزهرة في الثالثة ، وعطارد في الثانية ، والقمر في سماء الدنيا ، قوله : ( بنجوم ) أشار بذلك إلى أنه أطلق المصابيح وأراد النجوم فهو مجاز ، وإلا فحقيقة المصباح السراج . قوله : { رُجُوماً } جمع رجم مصدر ، أطلق على المرجوم به ، ولذا قال المفسر ( مراجم ) أي أموراً يرجم بها . قوله : ( إذا استرقوا السمع ) أي أرادوا استراقة . قوله : ( بأن ينفصل شهاب ) الخ ، جواب عما يقال : إن الله تعالى جعل الكواكب زينة للسماء ، وذلك يقتضي ثبوتها وبقاءها فيها ، وجعلها رجوماً يقتضي زوالها وانفصالها عنها ، فكيف الجمع بين الحالتين ؟ فأجاب : بأنه ليس المراد أنهم يرمون بأجرام الكواكب ، بل بما ينفصل منها من الشهب ، وذلك كمثل القبس الذي يؤخذ من النار ، وهي على حالها . قوله : ( أو يخبله ) من الخبل بسكون الباء ، وهو الفساد في العقل أو في البدن . قوله : ( لا أن الكوكب يزول عن مكانه ) أي ففي الكلام حذف مضاف ، والتقدير : وجعلنا شهبها رجوماً ، الخ . قوله : { وَأَعْتَدْنَا } أي هيانا وأحضرنا . قوله : { لَهُمْ } أي للشيطان . قوله : { عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ } أي في الآخرة بعد الإحراق بالشهب في الدنيا . قوله : { وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ } خبر مقدم { عَذَابُ جَهَنَّمَ } مبتدأ مؤخر ، والمعنى : لمن كفر من الإنس والجن عذاب جهنم الخ . قوله : { إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا } معمول لسمعوا ، والجملة مستأنفة ، قوله : { لَهَا } متعلق بمحذوف حال من { شَهِيقاً } لأنه نعت نكرة قدم عليها . قوله : ( صوتاً منكراً ) أي فتشهق جهنم عند إلقاء الكفار فيها ، كشهقة البغل للشعير ، وهذا ما عليه ابن عباس ، وقل الشهيق من الكفار عند إلقائهم فيه ، وعليه فالكلام على حذف مضاف ، أي سمعوا لأهلها . قوله : ( وقرئ تمييز ) أي شذوذاً . قوله : ( غضباً على الكفار ) أي من أجل غضب سيدها وخالقها ، فتأتي يوم القيامة تقاد إلى المحشر بألف زمام ، لكل زمام سعبون ألف ملك يقودونها به ، وهي من شدة الغيظ تقوى على الملائكة وتحمل على الناس ، فتقطع الأزمة جميعها ، وتحطم على أهل المحشر ، فلا يردهم عنهم إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، يقابلها بنوره فترجع ، مع أن لكل مللك من القوة ، ما لو أمر أن يقلع الأرض وما عليها من الجبال ويصعد بها في الجو ، لفعل من غير كلفة . قوله : { سَأَلَهُمْ } أي سأل الفوج ، والجمع باعتبار معناه . قوله : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ } مفعول ثان لسأل . والمعنى سألهم عن جواب هذا الاستفهام . قوله : { قَالُواْ بَلَىٰ } الخ ، إنما جمعوا بين حرف الجواب والجملة المستفادة منه تأكيداً وتحسراً وندماً على تفريطهم . قوله : { جَآءَنَا نَذِيرٌ } هذا من كلام الفوج ، ومن المعلوم أن كل فوج له نذير يخصه . قوله : { فَكَذَّبْنَا } أي فتسبب عن مجيئه ، أننا كذبناه فيما جاء من عند الله تعالى . قوله : { إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } أي بعيد عن الحق . قوله : ( ويحتمل أن يكون ) أي قوله : ( من كلام الملائكة ) أي وعليه فقوله : { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } أي في الدنيا . قوله : ( وأن يكون من كلام الكفار ) أي من تمام كلام الكفار للنذر ، وهذا الاحتمال استظهره جمهور المفسرين .