Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 14-18)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَن كَانَ ذَا مَالٍ } الخ ، سيأتي في المدثر الكلام على ماله وبينه . قوله : ( وهو متعلق بما دل ) الخ ، أي وقد بينه بقوله : ( أي كذب بها ) ولا يصح أن يكون معمولاً لفعل الشرط ، لأن { إِذَا } تضاف للجملة بعدها ، والمضاف إليه لا يعمل فيما قبل المضاف ، ولا يصح أن يكون معمولاً لجواب الشرط ، لأن ما بعده أداة الشرط . لا يعمل فيما قبلها . قوله : { قَالَ أَسَاطِيرُ } جمع أسطورة كأكاذيب جمع أكذوبة ، وزنا ومعنى . قوله : ( بما ذكر ) أي من المال والبنين . قوله : ( وفي قراءة ) أي سبعية ( أأن بهمزتين مفتوحتين ) الأولى همزة الاستفهام التوبيخي ، والثانية أن همزة المصدرية ، واللام مقدرة ، والمعنى أكذب بها لأن كان ذا مال وبنين ، أي لا ينبغي ولا يليق ذلك منه ، لأن المال والبنين من النعم ، فكان ينبغي مقابلتهما بالشكر ، وقراءة الاستفهام فيها ، التحقق من غير ألف والتسهيل مع إدخال ألف بينهما وتركه . قوله : { عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } عبر به استهزاء بهذا اللعين ، لأن الخرطوم أنف السباع ، وغالب ما يستعمل في أنف الفيل والخنزير . قوله : ( فخطم أنفه ) أي جرح أنف هذا اللعين يوم بدر ، فبقي أثر الجرح في أنفه بقية عمره . قوله : { إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } هي بستان باليمن يقال له الصروان دون صنعاء ، بفرسخين ، وكان صاحبه ينادي الفقراء وقت الجذاذ ، ويترك لهم ما اخطأ المنجل من الزرع أو ألقته الريح ، أو بعد عن البساط الذي يبسط تحت الثمر ، وكان يجتمع لهم في ذلك شيء كثير ، فلما مات ورثه بنوه وكانوا ثلاثة ، وشحوا بذلك قالوا : إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ، ضاق علينا الأمر ونحن ذوو عيال ، فحلفوا أن يجذوه قبل الشمس ، حتى لا تأتي الفقراء إلا بعد فراغهم ، وكانت قصتهم بعد عيسى أبن مريم بزمن يسير . قوله : ( بالقحط ) أي وهو احتباس المطر الذي دعا به صلى الله عليه وسلم عليهم ، حتى أكلوا الجيفة . قوله : { كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } الكاف في موضع نصب لمصدر محذوف ، وما مصدرية أو بمعنى الذي . قوله : { إِذْ أَقْسَمُواْ } { إِذْ } تعليلية متعلقة ببلونا ، والمراد معظمهم ، وإلا فالأوسط نهاهم عن ذلك وقال لهم : اصنعوا من الإحسان ما كان يصنعه أوبكم . قوله : ( يقطعون ) أي فالصرم القطع ، والانصرام الانقطاع . قوله : { مُصْبِحِينَ } حال من فاعل { لَيَصْرِمُنَّهَا } وهو من أصبح التامة أي داخلين في الصباح . قوله : ( فلا يعطونهم ) معطوف على النفي ، ولذا رفع ( لا ) على المنفي لفساد المعنى : قوله : ( ما كان أبوهم ) أي القدر الذي كان أبوهم الخ ، وتقدم بيانه . قوله : ( بمشيئة الله تعالى ) أي لا يقولون في يمينهم إن شاء الله ، وقيل : لا يستثنون شيئاً للمساكين . قوله : ( والجملة مستأنفة ) أي وجوز بعضهم الحالية ، وهي أظهر في المعنى ، وإنما عدل المفسر عنه ، لأن المضارع المنفي بلا ، كالمثبت في أنه لا يقع حالاً مقروناً بالواو ، إلا بإضمار مبتدأ وفيه كلفة . قوله : { وَهُمْ نَآئِمُونَ } الجملة حالية . قوله : ( كالليل ) سمى الليل صريماً لا نصرامه وانفصاله من النهار ، كما يسمى النهار صريماً أيضاً لا نفصاله من الليل .