Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 8-13)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَلاَ تُطِعِ ٱلْمُكَذِّبِينَ } مرتب على ما تقدم من اهتدائه صلى الله عليه وسلم وضلالهم ، أو على جميع ما تقدم من أول السورة . قوله : ( تلين لهم ) أي بترك نهيم عن الشرك ، أو بأن توافقهم فيه أحياناً ، وقوله : ( يلينون لك ) أي يتركون ما هم عليه من الطعن ويوافقونك . والمعنى : تمنوا لو تترك ببعض ما أنت عليه مما لا يرضونه مصانعة لهم ، فيفعلوا مثل ذلك ، ويتركوا بعض ما لا ترضى به ، فتلين لهم ويلينون لك . قوله : ( وهو معطوف ) الخ ، أي فهو من جملة المتمني ، وحينئذ فيكون المتمني شيئين ، ثانيهما مسبب عن الأول ، قوله : ( قدر قبله بعد الفاء هم ) أي فيكون الجواب جملة اسمية لا محل لها من الإعراب ، وهذا جواب عما يقال : حيث جعل قوله : { فَيُدْهِنُونَ } جواب التمني والفاء سببية ، فمقتضاه حذف النون للناصب ، فأجاب : بأن الفاء داخلة على مبتدأ مقدر ، وجملة يدهنون خبره ، والجملة جواب التمني . قوله : { وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ } الخ ، هذه الأوصاف من هنا إلى قوله : { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } [ القلم : 16 ] نزلت في الوليد بن المغيرة ، وعليه جمهور المفسرين ، واقتصر عليه المفسر ، وقيل : من الأسود بن عبد يغوث ، وقيل : في الأخنس بن شريق ، وقيل : في أبي جهل بن هشام . قوله : ( كثير الحلف بالباطل ) تفسير مراد آخذاً له من قوله : { ٱلْمُكَذِّبِينَ } ومن سياق الذم ، وإلا فالحلاف كثير الحلف بحق أو باطل . قوله : ( حقير ) أي في رأيه وتدبيره عند الله تعالى ، فلا ينافي أنه كان معظماً في قومه . قولهِ ( عياب ) أي كثير العيب للناس ، بمعنى أنه يعيبهم في حضورهم وغيبتهم ، وقوله : ( أي المغتاب ) المناسب كما في بعض النسخ أن يقول : أو مغتاب ، فيكون تفسيراً ثانياً من الغيبة ، وهي ذكرك أخاك بما يكره ، وقيل : الهماز الذي يهمز الناس بيده ويضربهم . قوله : { بِنَمِيمٍ } متعلق بمشاء ، والنميم مصدر كالنميمة أو اسم جنس للنميمة . قوله : { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } أي من نفسه وغيره . قوله : ( عن الحقوق ) أي الواجبة والمندوبة . قوله : ( ظالم ) أي بتعدي الحق . قوله : { أَثِيمٍ } أي فاجر يتعاطى الإثم . قوله : ( غليظ ) أي في الطبع أو الجسم ، وقوله : ( جاف ) أي قاسي القلب ، وقيل العتل الذي يعتل الناس ، أي يحملهم ويجرهم إلى ما يكرهون من حبس وضرب ، ومنه خذوه فاعتلوه . قوله : { بَعْدَ ذَلِكَ } أي ما ذكر من الأوصاف السابقة وهي ثمانية ، و { بَعْدَ } هنا كثم التي للتراخي في الرتبة ، والمعنى : أن هذا الوصف وهو { زَنِيمٍ } متأخر في الرتبة والشناعة عن الصفات السابقة ، أي وهو أشنع منها وأقبح . قوله : { زَنِيمٍ } الزنمة في الأصل شيء يكون للمعز في أذنها كالقرط ، فأطلق على المستحلق في قوم ليس منهم ، فكأنه فيهم زنمة . قوله : ( ادعاه أبوه ) أي وهو المغيرة . والمعنى : كمعناه ونسبة لنفسه ، بعد أن كان لا يعرف له أب . قول : ( بعد ثمان عشرة سنة ) أي من ولادته ، ولما نزلت الآية قال لأمه : إن محمداً وصفني بتسع صفات أعرفها غير التاسع منها ، فإن لم تصدقيني الخبر ضربت عنقك ، فقالت له : إن أباك عنين ، فخفت على المال ، فمكنت الراعي من نفسي ، فأنت منه ، فلم يعرف أنه ابن زنا حتى نزلت الآية ، وإنما ذم بذلك ، لأن الغالب أن النطفة إذا خبثت خبث الولد ، لما ورد في الحديث : " لا يدخل الجنة ولد زنا ، ولا ولده ولا ولا ولده " . وورد : " أن أولاد الزنا ، يحشرون يوم القيامة في صورة القردة والخنازير " . وورد : " لا تزال أمتي بخير ، ما لم يفش فيهم ولد الزنا ، فإذا فشا فيهم ولد الزنا ، أوشك أن يعمهم الله بعذابه " . وقال عكرمة : إذا كثر ولد الزنا قحط المطر . قوله : ( من العيوب ) بيان لما .