Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 68, Ayat: 33-37)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { كَذَلِكَ } خبر مقدم ، و { ٱلْعَذَابُ } مبتدأ مؤخر . قوله : ( أي مثل العذاب لهؤلاء ) أي الذي بلونا به أصحاب الجنة من إهلاك ما كان عندهم يحصل لأهل مكة ، قال ابن عباس : هذا مثل لأهل مكة ، حين خرجوا إلى بدر وحلفوا ليقتلون محمداً وأصحابه ، ويرجعون إلى مكة ، ويطوفون بالبيت ، ويشربون الخمر ، وتضرب القينات على رؤوسهم ، فأخلف الله ظنهم ، فقتلوا وأسروا وانهزموا ، كأهل هذه الجنة لما خرجوا عازمين على الصرام ، فخابوا وضاعت صفقتهم ، وفيه تلطف بأهل مكة ، حيث ضرب لهم المثل بأهل الجنة كما لا يخفى . قوله : ( ونزل لما قالوا ) الخ ، ظاهره أن قولهم سببب لنزول { إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ } الخ ، وليس كذلك ، بل الآية سبب لقولهم المذكور ، فلما صدر منهم ذلك القول أنزل رداً عليهم { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } الخ ، قال مقاتل : لما نزل { إِنَّ لِّلْمُتَّقِينَ } الخ ، قال كفار مكة للمسلمين : إن الله فضلنا عليكم في الآخرة ، فإن لم يحصل التفضيل ، فلا أقل من المساواة ، فأجابهم الله تعالى بقوله : { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } الخ . قوله : { جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ } أضيفت إلى { ٱلنَّعِيمِ } لأنه ليس فيها إلا النعيم الخالص الذي لا يشوبه كدر ولا نقص كجنات الدنيا . قوله : { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ كَٱلْمُجْرِمِينَ } الهمزة داخلة على محذوف ، والفاء عاطفة عليه ، والتقدير : أنحيف في الحكم ، فنجعل المسلمين ، وفي العبارة قلب ، والأصل : أفنجعل المجرمين كالمسلمين ، لأنهم جعلوا أنفسهم كالمسلمين بل أفضل ؟ فحينئذ يكون الإنكار متوجهاً لجعلهم المذكور ، وقد وبخوا باستفهامات سبعة تنتهي لقوله : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } [ القلم : 41 ] أولها { أَفَنَجْعَلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } ثانيها { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } ثالثها . رابعها { أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ } الخ ، خامسها { أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ } [ القلم : 39 ] الخ ، سادسها { أَنَّهُمْ } الخ ، سابعها { أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ } [ القلم : 41 ] الخ . قوله : ( أي تابعين لهم في العطاء ) المناسب أن يقول : أي مساوين لهم في العطاء ، بقي أن الآية إنما دلت على نفي المساواة ، مع أن المشركين ادعوا الأفضلية ، فلم تحصل الموافقة . أجيب : أنها دلت على نفي الأفضلية بالأولى ، لأنه إذا انتفت المساواة فالأفضلية أولى . قوله : { مَا لَكُمْ } مبتدأ وخبر ، والمعنى : أي شيء ثبت واستقر لكم من هذه الأحكام البعيدة عن الصواب . قوله : { كَيْفَ تَحْكُمُونَ } جملة أخرى ، فالوقف على { لَكُمْ } استفيد من هذه الجملة السؤال عن كيفية الحكم ، هل هو عن عقل أولا ؟ قوله : { أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ } { أَمْ } منقطعة تفسر ببل والهمزة ، وقيل للاضراب ا لانتقالي ، والهمزة للاستفهام التوبيخي التقريعي ، وكذا يقال فيما يأتي .