Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 20-29)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنِّي ظَنَنتُ } ( تيقنت ) أي فالمراد بالظن اليقين ، وقال ذلك تحدثاً بنعمة الله تعالى ، إشارة ألى أنه نجا بسبب خوفه من يوم الحساب ، وذلك أنه تيقن أن الله يحاسبه فعمل للآخرة ، فحقق الله رجاءه وأمن خوفه . قوله : ( مرضية ) أشار بذلك إلى أن صيغة فاعل بمعنى مفعول ، أي يرضى بها صاحبها ولا يسخطها ، لما ورد : " أنهم يعيشون فلا يموتون أبداً ، ويصحون فلا يمرضون أبداً ، وينعمون فلا يرون بأساً أبداً " . قوله : { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } أي مرتفعة المكان ، والدرجات والأبنية والأشجار . قوله : { قُطُوفُهَا } جمع قطف بكسر القاف أي المقطوف ، وهو ما يجتنيه من الثمار . قوله : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } أي يقال لهم ذلك ، والأمر للامتنان . قوله : ( متهنئين ) أي بذلك الأكل الطيب اللذيذ الشهي ، البعيد عن كل أذى ، السالم من كل آفة وقذر ، فلا بول ولا غائط ولا بصاق ولا مخاط ولا صداع ولا ثقل . قوله : { بِمَآ أَسْلَفْتُمْ } الباء سببية وما مصدرية أو اسم موصول . قوله : ( الماضية في الدنيا ) وقيل هي أيام الصيام ، والمعنى : كلوا واشربوا بدل ما أمسكتم عن الأكل والشرب لوجه الله تعالى . قوله : { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ } الخ ، جرت عادة الله تعالى في كتابه حيث ذكر أحوال السعداء يذكر أثر ذلك أحوال الأشقياء . قوله : { فَيَقُولُ } أي لما يرى من سوء عاقبته التي رآها . قوله : { وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ } { مَا } استفهامية متبدأ ، و { حِسَابِيَهْ } خبرها ، والجملة سدت مسد مفعولي { أَدْرِ } والاستفهام للتعظيم والتهويل ، والمعنى : ولم ادر عظم حسابي وشدته . قوله : ( أي الموتة في الدنيا ) المعنى : يا ليت الموتة في الدنيا كانت القاطعة لحياتي ، ولم ابعث بعد ذلك أصلاً . قوله : { مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي } { مَآ } نافية والمفعول محذوف ، والمعنى : لم يغن عني مالي شيئاً ، أو استفهامية للتوبيخ ، أي أي شيء أغنى ما كان لي من اليسار الذي منعت منه حق الفقراء وتكبرت به على عباد الله . قوله : { مَالِيَهْ } يحتمل أن { مَآ } اسم موصول فاعل أغنى ، والجار والمجرور صلة { مَآ } ويحتمل أن مالي كلمة واحدة بمعنى المال فاعل { أَغْنَىٰ } مضاف لياء المتكلم . قوله : ( قوتي وحجتي ) اشار المفسر بذلك إلى أن في السلطان تفسيرين : أحدهما القوة التي كانت في الدنيا ، والثاني الحجة التي كان يحتج بها على الناس . قوله : ( وهاء كتابية ) الخ ( هاء ) مبتدأ ، و ( للسكت ) خبر أول ، وقوله : ( تثبت ) خبر ثان . قوله : ( تثبت وقفاً ) أي على القاعدة في هاء السكت . قوله : ( ووصلا ) هذا مخالف لقاعدة هاء السكت ، ولما كان مخالفاً أجاب بجوابين : الأول قوله : ( اتباعاً للمصحف ) أي فلما كانت ثابتة فيه ثبتت في النطق ولو في الأصل إتباعاً للرسم الثاني . قوله : ( والنقل ) أي واتباعاً للنقل عن النبي عليه الصلاة والسلام ، فقد ثبت عنه ثبوتها وصلا فليس لحناً ، لأن ما خرج عن القواعد لا يكون لحناً إلا إذا لم يثبت ، وهذا قد ثبت عن النبي ونقل إلينا بالتواتر . قوله : ( ومنهم ) أي القراء السبعة وهو حمزة ، والعشرة وهو يعقوب .