Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 30-39)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { خُذُوهُ } معمول القول مقدر جواب عن سؤال مقدر تقديره ما يفعل به بعد ذلك ؟ فقيل : يقال الخ . قوله : ( خطاب لخزنة جهنم ) أي زبانيتها ، وسيأتي في المدثر أن عدتهم تسعة عشر ، قيل : ملكاً ، وقيل : صفاً ، وقيل صنفاً . قوله : { ثُمَّ ٱلْجَحِيمَ } الترتيب في الزمان والرتبة ، فإن إدخاله في النار بعد غله ، وكذا إدخاله في السلسلة بعد إدخاله النار ، وكل واحد أشد مما قبله . قوله : { صَلُّوهُ } أي كرروا غمسه في النار ، كالشاة التي تصلى ، أي تشوى على النار مرة بعد مرة . قوله : { ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً } ( بذراع الملك ) هذا قول ابن عباس قال : فتدخل في دبره وتخرج من منخره ، وقيل : سبعون ذراعاً ، كل ذراع سبعون باعاً ، كل باع أبعد ما بين مكة والكوفة ، وقيل : سبعون ذراعاً ، كل ذراع سبعون ذراعاً ، وقيل : ليس المراد بالعدد حقيقته ، بل هو كناية عن عظمها وطولها ، قال كعب : لو جمع حديد الدنيا ما وزن حلقة منها ، اجارنا الله منها ، واشار سبحانه إلى ضيقها على ما تحيط به من بدنه بتفسيره بالسلك قال : فاسلكوه أي ادخلوه بحيث يكون كأنه السلك الذي يدخل في ثقب الخرز ، لإحاطتها بعنقه وبجميع اجزائه . قوله : { إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ } تعليل على طريق الاستئناف كأنه قيل : ما باله يعذب هذا العذاب الشديد ؟ فأجيب بذلك ، ولعل وجه التخصيص لهذا الأمرين بالذكر ، أن الكفر أقبح الأشياء ، والبخل مع قسوة القلب يليه . قوله : { وَلاَ يَحُضُّ } ألا يحث ولا يحرض نفسه ولا غيره ، وقوله : { عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } أي إطعامه . قوله : { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا } الخ ، أي في الآخرة ، و { حَمِيمٌ } وما عطف عليه اسم ليس ، وخبرها الظرف قبله . فإن قلت : ما التوفيق بين ما هنا وبين قوله في محل آخر { إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ } [ الغاشية : 6 ] وفي موضع آخر { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ * طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } [ الدخان : 43 - 44 ] وفي موضع آخر { أُولَـٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ ٱلنَّارَ } [ البقرة : 174 ] قلنا : لا منافاة ، إذ جمع ذلك طعام لهم ، فالحصر اضافي ، والمنفى بالحصر طعام فيه نفع . قوله : ( صديد أهل النار ) هو ما يجري من الجراح إذا غسلت . قوله : ( أو شجر فيها ) أي إذا اكلوه يغسل بطونهم ، أي يخرج ما فيها من الحشو . قوله : { إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ } العامة يهمزون { ٱلْخَاطِئُونَ } هو اسم فاعل من خطئ يخطأ إذا فعل غير الصواب متعمداً والمخطئ من يفعله غير متعمد . قوله : ( زائدة ) أي والمعنى : أقسم لكم يا عبادي بما تشاهدون من المخلوقات وبما لا تشاهدون الخ ، وإنما قسم بالمخلوقات لعظمها وشرفها ، بعظم خالقها وموجدها ، فالقسم بالمخلوقات لا من حيث ذاتها ، بل من حيث إنها آثار عظمته ومظهر صفاته سبحانه وتعالى ، والنهي عن القسم بغير الله خاص بالمخلوق ، وأما هو سبحانه فله أن يقسم بما شاء على ما شاء ، وما ذكره المفسر أحد قولين ، والآخرة أنها أصلية ، والمعنى : أن هذا الأمر لظهوره ووضوحه غني عن القسم ، والأول أوضح وأوجه . قوله : ( من المخلوقات ) بيان لما . قوله : ( أي بكل مخلوق ) تفسير لمجموع . قوله : { بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لاَ تُبْصِرُونَ } .