Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 41-43)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } هذا هو المحلوف عليه ، وكذا قوله : { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ } وما بعده ، والمراد بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وكرمه اجتماع الكمالات فيه ، فهو أكرم الخلق على الإطلاق ، وقيل : المراد به جبريل عليه السلام ، ويؤيده قوله في سورة التكوير { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } [ التكوير : 19 ] وكرمه كونه رئيس العالم العلوي . قوله : ( أي قاله رسالة ) الخ ، جواب عما يقال : إن القرآن قول الله تعالى وكلامه ، فكيف يقال : { إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ } فأجاب بأنه قوله على سبيل التبليغ ، والحاصل أنه ينسب لله من حيث إيجاده ولجبريل من حيث تلقيه عن الله ، ولمحمد من حيث تلقيه عن جبريل . قوله : { وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ } الخ ، إنما عبر بالإيمان في جانب نفي الشعر ، والتذكر في جانب نفي الكهانة ، لأن عدم مشابهة القرآن للشعر أمر ظاهر ؟ لا ينكره إلا معاند كافر ، بخلاف مغايرته للكهانة ، فإنها متوقفة على التذكر والتدبر في أحواله صلى الله عليه وسلم الدالة على أنه ليس بكاهن . قوله : { قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } أي تؤمنون بشيء قليل مما جاء مما يوافق طبعكم ، وهذا ما درج عليه المفسر ، وقيل : أراد بالقلة نفي إيمانهم أصلاً ، لأن الإيمان بشيء دون شيء كلا إيمان ، وذلك كقولك لمن يزورك : قلما تأتينا أنت وتريد لا تأتينا أصلا . قوله : ( بالتاء والياء ) أي فهما سبعيتان ، فالأولى لمناسبة { تُبْصِرُونَ } ، والثانية التفات عن الخطاب إلى الغيبة . قوله : ( وما زائدة مؤكدة ) أي لمعنى القلة ، و { قَلِيلاً } صفة لمصدر محذوف في الموضعين ، أي إيماناً قليلاً ، وتذكراً قليلاً . قوله : ( مما أتى به النبي ) من للتبعيض في محل الحال من أشياء ، والمعنى : حال كون تلك الأشياء اليسيرة بعض ما أتى به النبي ، وقوله : ( من الخير ) بيان للأشياء اليسيرة التي هي بعض ما أتى به النبي ، فكان المناسب للمفسر أن يقدمه على قوله : ( مما أتى به النبي ) والمراد بالخير الصدقة ، وبالصلة الأرحام ، وبالعفاف الكف عن الزنا ، وإنما آمنوا بهذه الأشياء لموافقتها طباعهم .