Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 131-132)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَإِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ } أشار بذلك إلى أنهم باقون في غيهم وضلالهم ، لم يتعظوا ولم ينزجروا هما هم عليه . قوله : ( أي نستحقها ) أي بحولنا وقوتنا . قوله : { يَطَّيَّرُواْ } أصله يتطيروا ، أدغمت التاء في الطاء ، والتطير في الأصل : أن يفرق الشيء بين القوم ويطير لكل واحد ما يخصه ، فيشمل النصيب الحسن السيء ، ثم غلب على الحظ ، والنصيب السيء والحكمة في التعبير في جانب الحسنة بإذا المفيدة للتحقيق ، وتعريفها في جانب السيئة بأن المفيدة للشك ، وتنكيرها الإشارة إلى أن رحمة الله تغلب غضبه ، وأنها صادرة منه سبحانه وتعالى ، وإن لم يتأهل لها العبد ، بخلاف السيئة فصدورها منه نادر ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون . قوله : { أَلاۤ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ } ألا أداة استفتاح يؤتى بها اعتناء بما بعدها للرد عليهم . قوله : ( شؤمهم ) أي عذابهم الذي تشاءموا به . قوله : { عِندَ ٱللَّهِ } أي لا عند موسى ، فليس له مدخل في إيجاد ذلك . قوله : ( يأتيهم به ) أي جزاء لأعمالهم السيئة . قوله : { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } يفيد أن الأقل يعلم أن فرعون كاذب وموسى صادق ، وإنما كفرهم محض عناد . قوله : { قَالُواْ } أي فرعون وقومه . قوله : { مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ } الخ . مهما اسم شرط جازم ، وتأت فعل الشرط مجزوم بحذف الياء والكسرة دليل عليها ، ونا مفعول و { مِن آيَةٍ } بيان لمهما ، وبه متعلق بتأت ، وضميرها راجع لمهما ، و { لِّتَسْحَرَنَا } متعلق بتأتنا و { بِهَا } متعلق ( بِتَسْحَرَنَا ) ، وقوله : { فَمَا } الفاء واقعة في جواب الشرط ، وما نافية و { نَحْنُ } مبتدأ و { بِمُؤْمِنِينَ } خبر مرفوع بواو مقدرة ، منع من ظهورها اشتغال المحل بالفاء التي جلبها حرف الجر الزائد ، والجملة في محل جزم جواب الشرط . قوله : ( فدعا عليهم ) قال سعيد بن جبير : لما آمنت السحرة ورجع فرعون مغلوباً ، أبى هو وقومه إلا الإقامة على الكفر والتمادي على الشر ، فتابع الله عليهم الآيات ، فأخذهم الله أولاً بالسنين وهو القحط ونقص الثمرات ، وأراهم قبل ذلك من المعجزات اليد والعصا فلم يؤمنوا ، فدعا عليهم موسى وقال : يا رب إن عبدك فرعون علا في الأرض وبغى وعتى ، وإن قومه قد نقضوا العهد ، فخذهم بعقوبة تجعلها عليهم قمة ، ولقومي عظة ، ولمن بعدهم آية وعبرة ، ففعل الله بهم ما سيذكر .