Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 133-134)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ } أي ماء من السماء ، والحال أن بيوت القبط مشتبكة ببيوت بني إسرائيل ، فامتلأت بيوت القبط ، حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم ، ومن جلس منهم غرق ، ولم يدخل من ذلك الماء في بيوت بني إسرائيل شيء ، وركب ذلك الماء على أرضهم فلم يقدروا على الحرث ، ودام عليهم سبعة أيام من السبت إلى السبت ، فاستغاثوا بموسى ، فأزال الله عنهم المطر ، وأرسل الريح فجفف الأرض ، وخرج من النبات ما لم ير مثله قط ، فقالوا هذا الذي جزعنا منه خير لنا لكنا لم نشعر ، فلا والله لا نؤمن بم ولا نرسل معك بني إسرائيل ، فأقاموا شهراً في عافية . قوله : ( وإلى حلوق الجالسين ) في كلام غيره إلى حلوق القائمين ، ومن جلس غرق كما علمت . قوله : { وَٱلْجَرَادَ } أي واستمر من السبت إلى السبت ، يأكل زروعهم وثمارهم وأوراق أشجارهم ، وابتلى الجراد بالجوع فكانت لا تشبع ولم تصب بني إسرائيل ، فعظم الأمر عليهم ، فضجوا من ذلك وقالوا : يا موسى ادع لنا ربك بما عهد عندك ، لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك ، ولنرسلن معك بني إسرائيل ، فأشار موسى بعصاه نحو المشرق والمغرب ، فرجعت الجراد من حيث جاءت ، فأقاموا شهراً في عافية ، ثم رجعوا إلى أعمالهم الخبيثة . قوله : { وَٱلْقُمَّلَ } مشى المفسر على أنه السوس أو نوع من القراد ، وقيل إنه القمل المعروف بدليل قراءة الحسن ، والقمل بفتح القاف وسكون الميم ، وقيل هو البراغيث ، فأكل ما أبقاه الجراد ، وكان يدخل بين ثوب أحدهم وجلده فيمصه ، وكان أحدهم يأكل الطعام فيمتلئ قملاً ، فاستمر ذلك سبعة أيام من السبت إلى السبت ، فضجوا واستغاثوا فرفع عنهم ، ثم أقاموا شهراً في عافية ، ثم رجعوا لأخبث ما كانوا عليه . قوله : { وَٱلضَّفَادِعَ } جمع ضفدع كدرهم وزبرج . قوله : ( فملأت بيوتهم وطعامهم ) أي وكان الواحد منهم يجلس في الضفادع إلى رقبته ويهم أن يتكلم فيثب الضفدع في فيه ، وكان يملأ قدورهم ويطفئ نيرانهم ، وكان أحدهم يضطجع فيركبه الضفدع فيكون عليه ركاماً حتى لا يستطيع أن ينقلب إلى شقه الآخر ، ورد أن الضفادع كانت برية ، فلما أرسلها الله سمعت وأطاعت ، فجعلت تلقي نفسها في القدر وهي تغلي ، في التنانير وهي تفور ، فأثابها الله بحسن طاعتها برد الماء ، فصارت من حينها تسكن الماء ، ثم ضجوا وشكوا لموسى وقالوا ارحمنا هذه المرة ، فما بقي إلا أن نتوب ولا نعود بعد ما أقامت عليهم سبعة أيام ، من السبت إلى السبت ، فدعا الله موسى فكشف الله عنهم ذلك ، واستمروا شهراً في عافية ثم عادوا . قوله : { وَٱلدَّمَ } أي وكان أحمر خالصاً ، فصارت مياههم كلها دماً ، فما يستقون من بئر ولا نهر إلا وجدوه دماً ، فأجهدهم العطش جداً ، حتى أن القبطية تأتي للمرأة من بني إسرائيل فتقول لها اسقيني من مائك ، فتصب لها من قربتها فيعود في الإناء دماً ، حتى كانت القبطية تقول للإسرائيلية اجعليه في فيك ثم مجيه في فيّ ، فتأخذه في فيها ماء ، وإذا مجته فيها صار دماً ، واعترى فرعون العطش ، حتى إنه ليضطر إلى مضغ الأحجار الرطبة ، فإذا مضعها صار دماً ، فمكثوا على ذلك سبعة أيام ، من السبت إلى السبت ، فشكوا لموسى فكشف عنهم . قوله : { آيَاتٍ } حال من الخمسة المذكورة . قوله : { مُّفَصَّلاَتٍ } أي مفرقات . فكانت كل واحدة تمكث سبعة أيام ، وبين كل واحدة وأخرى شهراً . قوله : { وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ ٱلرِّجْزُ } هذا موزع على الخمسة ، فكانوا كلما ضجوا قالوا هذه المقالة . قوله : ( من كشف العذاب ) بيان لما .