Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 148-149)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ } عطف قصة على قصة ، والواو لا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً ، لأن عبادتهم العجل كانت زمن المالكة في مدة العشرة الأيام الزائدة فوق الثلاثين . قوله : { مِنْ حُلِيِّهِمْ } جمع حلي بفتح فسكون ، وأصله حلوى اجتمعت الواو والياء وسبقت أحدهما بالسكون ، قلبت الواو ياء وآدغمت في الياء ، وقلبت ضمة اللام كسرة لتصبح الياء . قوله ( الذي استعاروه من قوم فرعون ) أي قبل غرقهم . قوله : ( فبقي عندهم ) أي ملكاً لبني إسرائيل ، كما ملكوا غيرهم من اموالهم وديارهم ، ولا أضافه الله لهم ، وأما قول المفسر : ( استعاروه ) فهو باعتبار ما كان . قوله : { عِجْلاً } وهذا العجل قد حرقه موسى عليه موسى عليه السلام ونسفه في البحر ، كما قصه الله تعالى في سورة طه . قوله : ( صاغه لهم منه السامري ) واسمه موسى ، كان ابن زنا ، وضعته أمه في جبل ، فأرسل الله إليه جبريل فصار يرضعه من أصبعه ، فكان يعرفه إذا نزل إلى الأرض ، فلما نزل جبريل يوم غرق فرعون ، وكان راكباً فرساً ، فكان كل شيء وطئته بحافرها يخضر ويثمر ، ففطن موسى السامري لذلك ، وعلم أن هذا التراب في فيه فصار له خوار ، فقال : هذا إلهكم وإله موسى ، فنسي كما في سورة طه ، وكان موسى السامري منافقاً ، وأنظر إلى من رباه جبريل حيث كان منافقاً ، وإلى من رباه فرعون حيث كان مرسلاً ، فإن هذا دليل على أن السعادة والشقاوة بيد الله ، فقد قال بعضهم : @ إذا المرء لم يخلق سعيداً من الأزل فقد خاب من ربي وخاب المؤمل فموسى الذي رباه جبريل كافر وموسى الذي رباه فرعون مرسل @@ قوله : ( بدل ) أي من { عِجْلاً } أو عطف بيان . ( لحماً ودماً ) تفسيراً لجسداً . قوله : { لَّهُ خُوَارٌ } هذه قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً له جؤار بجيم فهمزة ، وهو الصوت الشديد . قوله : ( فإن أثره الحياة ) أي بتأثير الله له . قوله : { أَلَمْ يَرَوْاْ } استفهام توبيخ وتفريع . قوله : { ٱتَّخَذُوهُ } كرره لمزيد التشنيع عليهم . قوله : { وَكَانُواْ ظَالِمِينَ } أي أنفسهم أشد الظلم ، حيث عبدوا غير الله . قوله : { وَلَمَّا سُقِطَ فِيۤ أَيْدِيهِمْ } فعل مبني للمجهول ، والجار والمجرور نائب فاعل ، وقرئ شذوذاً بالبناء للفاعل ، فالفاعل ضمير يعود على الندم ، وقرئ شذوذاً أيضاً ، أسقط بضم الهمزة ، والضمير عائد على الندم ، والأصل على القراءة السبعية ، سقطت أفواههم على أيديهم ، ففي بمعنى على ، وذلك من شدة الندم ، فإن العادة أن الانسان إذا ندم على شيء عض بفمه على يده ، فسقوط الفم على اليد لازم للندم ، فأطلق اللازم ، وأريد الملزوم على سبيل الكناية ، ولم تعرف هذه الكناية في لغة العرب إلا في القرآن . قوله : { وَرَأَوْاْ } الجملة حالية . ( وذلك ) أي الندم . قوله : ( بعد رجوع موسى ) أي وإنما قدم ليتصل ما قالوه بما فعلوه . { لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا } الخ فيها قراءتان سبعيتان بالياء والتاء ، فعلى قراءة الياء يكون ربنا مرفوعاً على الفاعلية ، وعلى قراءة التاء يكون منصوباً على النداء .