Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 14-18)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ أَنظِرْنِي } لما كره اللعين إذاقة الموت ، طلب البقاء والخلود إلى يوم البعث ، ومن المعلوم أن لا موت بعد ، فقصد استمرار الحياة في الدنيا والآخرة ، فأجابه الله لا على مراده ، بل أمهله إلى النفخة الأولى ، ولا نجاة له من الموت ولا من العذاب . قوله : ( أي وقت النفخة الأولى ) أي لا وقت النفخة الثانية التي طلبها اللعين . قوله : { قَالَ فَبِمَآ أَغْوَيْتَنِي } الخ غرضه بهذا أخذ ثأره منهم ، لأنه لما طرد ومقت بسببهم ، أحب أن ينتقم منهم أخذاً بالثأر . قوله : ( والباء للقسم ) أي وما مصدرية ، وما بعدها مسبوك بها ، يشير له قول المفسر بإغوائك لي ، ويصح أن تكون للسببية . قوله : ( أي على الطريق الخ ) أشار به إلى أن صراط منصوب على نزع الخافض . قوله : { مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ } أي من الجهات التي يعتاد الهجوم منها ، وهي الجهات الأربع ، ولذلك لم يذكر الفوق والتحت ، وأما الفوق فلكونه لما يمكنه أن يحول بين العبد ورحمة ربه ، كما قال ابن عباس ، وأما التحت فلكبره لا يرضى أن يأتي من ذلك ، ويكثر إتيانه من أمام وخلف ، ويضعف في اليمين واليسار لحفظ الملائكة ، وذكر بعضهم حكمة أخرى لعدم مجيئه من تحت ، لكون الآتي من تحت إنما يريد الازعاج ، وهو يريد التأليف للغاوية ، والأول أقرب ، وإنما عدى الفعل في الأولين بمن الابتدائية ، لأن شأن التوجه منهما بخلاف الأخيرين ، فالآتي منهما كالمنحرف لليسار . قوله : { وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ } يحتمل أنه من الوجدان بمعنى اللقاء فيتعدى لواحد ، وشاكرين حال ، ويحتمل أنه بمعنى العلم فيتعدى لاثنين . قوله : { قَالَ ٱخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُوماً } تأكيد لما تقدم ، ومذؤوم بالهمزة من ذأمه يذأمه ذأماً إذا عابه ومقته ، أي أخرج ممقوتاً معاباً عليك . قوله : ( مبعداً عن الرحمة ) أي لأن الدحر الطرد والإبعاد ، يقال دحره دحراً ودحوراً ، ومنه قوله تعالى : { وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ * دُحُوراً } [ الصافات : 8 - 9 ] وهما حالان من فاعل أخرج . قوله : ( واللام للابتداء ) أي داخلة على المبتدأ ، فمن اسم موصوف مبتدأ ، و { تَبِعَكَ } صلته ، و { مِنْهُمْ } متعلق بتبعك ، وقوله : { لأَمْلأَنَّ } جواب قسم محذوف بعد قوله : { مِنْهُمْ } والقسم وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ . قوله : ( أو موطئة للقسم ) والتقدير والله لمن تبعك ، ومن اسم شرط مبتدأ ، ولأملأن جواب القسم المدلول عليه بلام التوطئة ، وجواب الشرط محذوف لسد جواب القسم مسده . قوله : ( وفيه تغليب الحاضر ) أي هو وإبليس ، وقوله : ( على الغائب ) أي وهو الناس . قوله : ( وفي الجملة ) أي وهي : { لأَمْلأَنَّ } وقوله : ( معنى جزاء من ) أي على كونها شرطية ، وتقديره أعذبه .