Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 19-19)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَآءَادَمُ } تقدير المفسر قال يفيد أنه معطوف على : { ٱخْرُجْ } مسلط عليه عامله ، عطف قصة على قصة ، ويصح عطفه على قوله : { ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلاۤئِكَةِ ٱسْجُدُواْ } فيكون مسلطاً عليه ، قلنا وربما كان هذا أقرب من حيث المناسبة ، والأول أقرب من حيث قرب المعطوف من المعطوف عليه ، وهذا القول يحتمل أنه واقع من الله مباشرة أو على لسان ملك . قوله : ( تأكيد للضمير في اسكن ) أي وليس هو الفاعل ، لأن فاعل فعل الأمر واجب الاستتار ، وقوله : ( ليعطف عليه ) { وَزَوْجُكَ } جواب عما يقال لم أتى بالضمير المنفصل . قوله : ( حواء ) سميت بذلك لأنها خلقت من حي وهو آدم ، وذلك أن آدم لما أسكن الجنة ، مشى فيها مستوحشاً ، فلما نامت خلقت من ضلعه القصير من شقه الأيسر ، ليسكن إليها ويأنس بها ، فلما استيقظ ورآها مال إليها ، فقالت له الملائكة : يا آدم حتى تؤدي مهرها ، فقال : وما مهرها ؟ فقالوا : ثلاث صلوات أو عشرون صلاة على النبي صلى الله عليه وسلم . إن قلت : إن شرط المهر أن يكون متمولاً ، وهذا ليس بمتمول . أجيب : بأن هذا الشرط في شرع محمد ، ولم يكن في شرع آدم ، وأيضاً الأمر هو الله وهو يحكم لا معقب لحكمه ، وأيضاً من خصائص رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوج بلا مهر أصلاً ، فلما كان هو الواسطة العظمى في كل نعمة وصلت لكل أحد ، حتى أبيه آدم ، وأمر الله آدم بالسكون في الجنة ، قيل قبل دخول الجنة ، فتوجيه الخطاب لحواء باعتبار تعلق علم بها ، فإنها لم تكن خلقت إذ ذاك ، وقيل بعد الدخول وهو المعتمد ، وعليه فيكون المراد من الأمر بالسكون الاستمرار . قوله : { فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا } أي في أي مكان ، وفي الكلام حذف بعد من ، والأصل فكلا من ثمارها حيث شئتما ، وترك رغداً من هذا اكتفاء يذكره في البقرة ، وأتى بالفاء هنا ، وفي البقرة بالواو وتفننا وإشارة إلى أن كلاً من الحرفين بمعنى الآخر ، وقيل إن الواو تفيد الجمع المطلق ، والفاء تفيد الجمع على سبيل التعقيب ، فالمفهوم من الفاء نوع داخل تحت المفهوم من الواو فلا منافاة ، وما ذكره شيخ الإسلام من الجواب بعيد ، كما تقدم لنا في البقرة فانظره . بقي شيء آخر وهو أنه وجه الخطاب أولاً لآدم ، وثانياً لهما ، وحكمة ذلك أن حواء في السكنى تابعة لآدم ، فوجه الخطاب في السكنى لآدم ، وأما في الأكل من حيث شاءا ، والنهي عن قربان الشجرة فقد اشتركا فيه ، فلذا وجه الخطاب لهما معاً . قوله : { وَلاَ تَقْرَبَا } يقال قربت الأمر أقربه من باب تعب ، وفي لغة من باب قتل ، قرباناً بالكسر فعلته أو داينته ، وحينئذ يكون النهي عن القربان ، أبلغ من النهي عن الأكل بالفعل . قوله : ( وهي الحنطة ) وقيل الكرم ، وقيل التين ، وقيل البلح ، وقيل الأترج ، والمشهور ما قاله المفسر . قوله : { مِنَ ٱلظَّالِمِينَ } أي لأنفسهما .