Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 154-154)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ } أي بمراجعة هارون له ، حيث ألان له الكلام واعتذر له ، وفي الكلام استعارة بالكناية ، حيث شب الغضب بأمير قام على موسى ، فأمره بالقاء الألواح والأخذ برأس أخيه ، وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه وهو السكوت ، فإثباته تخييل ، وفي السكوت استعارة تبعية ، حيث شبه السكون بالسكوت ، واستعير اسم المشبه به للمشبه ، واشتق من السكوت سكت بمعنى سكن ، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية ، وما وقع من موسى عليه السلام من الغضب ليس ناشئاً عن سوء خلق وعدم حلم ، وإنما هو غضب لانتهاك حرمات الله ولا ينافي الحلم ، قال بعضهم : @ إذا قيل حلم قل فللحلم موضع وحلم الفتى في غير موضعه جهل @@ وما قيل إن موسى لما كان قيل الحلم ، أمره الله بإلانة الكلام لفرعون حيث قال له : { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } [ طه : 44 ] ، ومحمد عليه السلام لما كان كامل الحلم ، أمره الله بالاغلاظ على الكفار حيث قال : { وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ } [ التوبة : 73 ، التحريم : 9 ] فهو باطل لا أصل له ، وإنما الذي يقال إن كلاً كامل في الحلم ، وكلاً إما مأمور بإلانة أو لا ، فإذا تقرر الدين وثبت وأمروا بالجهاد ، أمروا بالاغلاظ ، هذا هو الحق ، ومن نفى عن أحد منهم الحلم فقد كفر . قوله : { وَفِي نُسْخَتِهَا } أي كتابتها وتسميتها نسخة ، باعتبار كتابتها من اللوح المحفوظ ، وهذا على ما قاله ، زاده من أن الألواح لم تنكسر ، وأما على ما قاله ابن عباس من أنها تكسرت ، فصام موسى أربعين يوماً فردت عليه في لوحين ، فمعنى قوله : { وَفِي نُسْخَتِهَا } أي ما نسخ من الألواح التي كسرت في ألواح أخر ، فتسميتها نسخة ظاهرة لأن نسخ الشيء نقله . قوله : { لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } أي وأما لغيرهم فليس فيه هدى ورحمة ، وإنما هو وبال وخسران ، فهي نظير القرآن مع المؤمن والمنافق ، قال تعالى : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } [ التوبة : 124 - 125 ] . قوله : ( وأدخل اللازم على المفعول لتقدمه ) أي فضعف عن العمل فقوي باللام ، والمعنى الذين يخافون ربهم ، أي يخافون عقابه . قوله : ( أي من قومه ) أشار بذلك إلى أن قوله : { مِن قَوْمِهِ } مفعول ثان مقدم منصوب بنزع الخافض ، والمفعول الأول قوله : { سَبْعِينَ } .