Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 195-199)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَمْ لَهُمْ } أشار المفسر إلى أن { أَمْ } منقطعة تفسر ببل ، والهمزة الإضراب انتقالي من توبيخ لتوبيخ آخر . قوله : { يَبْطِشُونَ } من باب ضرب ، وبها قرأ السبعة ، وقرئ شذوذاً من باب قتل ، والبطش هو الأخذ بعنف . قوله : ( استفهام إنكاري ) أي في المواضع الأربعة ، أي ليس لهم شيء من المنافع المذكورة . قوله : { قُلِ ٱدْعُواْ شُرَكَآءَكُمْ } أي واستعينوا بهم في عداوتي . قوله : { كِيدُونِ } قرئ بإثبات الياء وصلاً ، وحذفها وقفاً ، وبإثباتها في الحالين ، وكلها سبعية ، وفي القرآن : { كِيدُونِ } في صلاثة مواضع ، هنا وفي هود بإثبات الياء عند السبع في الحالين ، وفي المرسلات بحذفها عند السبع في الحالين . قوله : { إِنَّ وَلِيِّـيَ } العامة على تشديد الولي مضافاً لياء المتكلم المفتوحة ، وفي بعض الطرق بياء واحدة مشددة مفتوحة . قوله : { وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ } من تمام التعليل لعدم مبالاته بهم . قوله : { وَإِن تَدْعُوهُمْ } أي أيها المشركون ، أي تدعوا أصنامكم إلى أن يهدوكم لا يسمعوا دعاءكم ، فضلاً عن المساعدة والإمداد ، وهذا أبلغ من نفي الاتباع ، وقوله { وَتَرَٰهُمْ يَنظُرُونَ } الخ ، بيان لعجزهم عن الأبصار بعد بيان عجزهم عن السمع ، وبه يتم التعليل ورأى بصرية . قوله : { خُذِ ٱلْعَفْوَ } هذا امر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم جبريل عن معناها ، فقال حتى أسأل ربي ، فذهب ثم رجع فقال : يا محمد ، ربك يأمرك أن تصل من قطعك ، وتعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك . قال جعفر الصادق : ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية . قوله : ( أي اليسر من أخلاق الناس ) أي ما سهل منها . قوله : ( ولا تبحث عنها ) أي لا تفتش عن الأخلاق ، بل اقبل ما ظهر ، ودع ما بطن لله . قوله : { وَأْمُرْ بِٱلْعُرْفِ } أي ما عرف جنسه في الشرع . قوله : { وَأَعْرِضْ عَنِ ٱلْجَاهِلِينَ } إن كان المراد بالجاهلين الكفار ، وبالإعراض عدم مقالتهم ، فالآية منسوخة بآية القتال ، وإن كان المراد بالجاهلين ، ضعفاء الإسلام وأجلاف العرب ، وبالإعراض عدم تعنيفهم والاغلاظ عليهم ، فالآية محكمة ، وكلام المفسر يشهد للثاني ، ومن معنى ذلك قوله تعالى : { فَٱصْفَحِ ٱلصَّفْحَ ٱلْجَمِيلَ } [ الحجر : 85 ] وهو الذي لا عتاب بعده ، وفي هذه الآية تعليم مكارم الأخلاق للعباد ، فليس هذا الأمر من خصوصياته صلى الله عليه وسلم .