Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 46-48)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَنَادَوْاْ } أي أصحاب الأعراف . قوله : ( قال تعالى ) أشار بذلك إلى أن الوقف على قوله : { عَلَيْكُمْ } وقوله : { لَمْ يَدْخُلُوهَا } كلام مستأنف جواب عن سؤال مقدر ، كأن قائلاً قال : وما صنع بأهل الأعراف ؟ فأجيب بأنهم لم يدخلوها . قوله : ( إذ طلع عليهم ربك ) أي أزال عنهم الحجب حتى رأوه وسمعوا كلامه . قوله : ( فقال قوموا ادخلوا الجنة ) أي فينطلق بهم إلى نهر الحياة ، حافتاه قضب الذهب مكلل باللؤلؤ ، ترابه المسك فيلفوا فيه ، فتصلح ألوانهم وتبدو في نحورهم شامة بيضاء يعرفون بها ، يسمعون مساكين أهل الجنة . قوله : { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ } عبر بالصرف دون النظر ، إشارة إلى أن نظرهم ألى أهل النار غير مقصود ، لأن رؤية العذاب وأهله تسيء للناظرين ، بخلاف النظر للنعيم وأهله ، ففيه مسرة للناظرين ، فلذا لم يعبر في جانبه بالصرف بل قيل : { وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } . قوله : { تِلْقَآءَ } بالمد والقصر قراءتان سبعيتان ، وهي ظرف مكان بمعنى جهة ، ويستعمل مصدراً كالتبيان ، ولم يجيء من المصادر على التفعال بالكسر غير التلقاء والتبيان والزلزال ، وبعضهم ألحق التكرار بذلك . قوله : ( في النار ) أي لا ابتداء مع العصاة ، ولا دواماً مع الكفار . قوله : { رِجَالاً } أي كانوا عظماء في الدنيا ، كأبي جهل ، والوليد بن المغيرة ، وعقبة بن أبي معيط ، وأضرابهم . قوله : { بِسِيمَاهُمْ } أي علامتهم ، وتقدم أنها سواد الوجه للكفار . قوله : { مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ } يحتمل أن ما استفهامية ، أي : أي شيء أغنى عنكم جمعكم ، ويحتمل أنها نافية ، أي لم يغن عنكم جمعكم ولا استكباركم شيئاً من عذاب الله . قوله : ( المال ) أشار بذلك إلى أن جمع مصدر مضاف لفاعله ، ومفعوله محذوف قدره بقوله المال ، وقوله : ( أو كثرتم ) إشارة لتفسير ثان لجمعكم ، فيكون معناه جماعتكم . قوله : ( أي واستكباركم ) سبك المصدر بما بعد كان جرياً على قول من يقول إن كان تجردت عن معنى الحديث وصارت لمجرد الربط ، ولو مشى على مقابلة المشهور لقال وكونكم مستكبرين ، وإنما حمل المفسر على ذلك الاختصار . قوله : ( مشيرين ) أي أهل الأعراف . قوله : ( إلى ضعفاء المسلمين ) أي الذين كانوا يعذبون في الدنيا ، وكان المشركون يسخرون بهم ، كصبيب وبلال وسلمان وخباب ونحوهم .