Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 49-50)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَهَـۤؤُلاۤءِ } استفهام تقرير وتوبيخ . قوله : { أَقْسَمْتُمْ } أي باللات والعزى . وقوله : { لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ } هذا هو المقسم عليه ، ويؤخذ من الآية أن أهل الأعراف ناظرون لأهل الجنة وأهل النار ، وأن أهل النار ناظرون لأهل الأعراف وأهل الجنة ، وهذا لمزيد الحسرة لهم ، فهم يعذبون بالنار والتبكيت من أهل الأعراف . قوله : ( وقد قيل لهم ) قدره إشارة إلى أن قوله : { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ } مقول لذلك القول المحذوف ليصح جعلها خبراً ثانياً ، لأن الجملة الطلبية لا يصح وقوعها خبراً إلا إذا أولت بخبر . قوله : ( وقرئ ادخلوا الخ ) هاتان شاذتان على عادته ، حيث يعبر عن الشاذ بقرئ ، وعن السبعي بوفي قراءة ، وعلى هاتين القراءتين فلا يحتاج لتقدير القول ، لأن الجملة خبرية . قوله : ( جملة النفي ) أي جنسها الصادق بالجملتين وهما : { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } . قوله : ( حال ) أي معمول لحال محذوفة ، ففي كلامه تسمح ، وهذا على القراءتين الشاذتين ، وأما على القراءة السبعية فلا يحتاج لذلك . قوله : { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } قاله ابن عباس رضي الله عنهما : لما صار أصحاب الأعراف إلى الجنة ، طمع أهل النار في الفرج عنهم فقالوا : يا رب إن لنا قرابات من أهل الجنة ، فائذن لنا حتى نراهم ونكلمهم ، فيأذن لهم ، فينظرون إلى قراباتهم في الجنة وما هم فيه من النعيم فيعرفونهم ، وينظر أهل الجنة إلى قراباتهم من أهل النار فلم يعرفوهم لسواد وجوههم ، فينادي أصحاب النار أصحاب الجنة بأسمائهم ، فينادي الرجل أباه وأخاه فيقول : قد احترقت أفض علي من الماء ، فيقال لهم : أجيبوهم ، فيقولون : إن الله حرمهما على الكافرين . قوله : ( من الطعام ) أي الشامل للمشروب والمأكول ، وحينئذ فيضمن : { أَفِيضُواْ } معنى ألقوا ، نظير علفتها تبناً وماء بارداً ، و { أَوْ } بمعنى الواو بدليل قوله : { حَرَّمَهُمَا } وإلا لو بقيت على بابها من التخيير لأعيد الضمير مفرداً . قوله : ( منعهما ) أي فالتعبير بالتحريم مجاز لانقطاع التكليف بالموت ، ويعلم من هذا أنه لا يتأثر أهل الجنة بعذاب أهل النار لتقطع الأسباب بينهم ، ونزع الرحمة من قلوب أهل الجنة لأهل النار لاستحقاقهم ما هم فيه من العذاب .