Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 73-74)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِلَىٰ ثَمُودَ } تقدم أنه معطوف على قوله : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً } عطف قصة على قصة ، وثمود قبيلة سوا باسم جدهم ثمود بن عابر بن سام بن نوح . قوله : ( بترك الصرف ) أي للعلمية والتأنيث . ولو أريد به الحي لصرف . قوله : { أَخَاهُمْ } أي في النسب لأنه ابن عبيد بن آسف بن ماسح بن عبيد بن حاذر بن ثمود المتقدم ، وكان بين صالح وهود مائة سنة ، وعاش صالح مائتين وثمانين سنة . قوله : { صَالِحاً } بدل من أخاهم أو عطف بيان عليه . { مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } علة لقوله : { ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } . وقوله : { قَدْ جَآءَتْكُمْ } علة لمحذوف ، والتقدير امتثلوا ما أمرتكم به ، لأنه قد جاءتكم بينة على صدقي . قوله : { هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } كلام مستأنف بيان للمعجزة ، والإضافة للتشريف واسم الإشارة مبتدأ و { نَاقَةُ ٱللَّهِ } خبر ومضاف إليه { لَكُمْ } جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من : { آيَةً } لأنه نعت كرة تقدم عليها أو خبر ثان و { آيَةً } حال والعامل فيها محذوف تقدير أشير ، وقد أشار له المفسر بقوله : ( حال عاملها معنى الإشارة ) وهذا القول وقع من صالح بعد نصحهم ، كما قال تعالى في سورة هود : { هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } [ هود : 61 ] الآيات . قوله : ( من صخرة عينوها ) وكان يقال لها الكاتبة ، وكانت منفردة في ناحية الجبل ، فقالوا أخرج لنا من هذه الصخرة ناقة تكون على شكل البخت ، وتكون عشراء جوفاء وبراء ، أي ناقة عشراء جوفاء كما وصفوا ، لا يعلم ما بين جنبيها إلا الله تعالى ، فعند خروجها ولدت ولداً مثلها في العظم ، فمكثت الناقة مع ولدها ترعى وتشرب إلى أن عقروها . قوله : { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ } مرتب على كونها آية من آيات الله . قوله : { تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ } أي وتشرب . قوله : { فَيَأْخُذَكُمْ } بالنصب في جواب النهي ، والتعقيب ظاهر ، لأنهم لم يلبثوا إلا ثلاثة أيام ، رأوا فيها أمارات العذاب ، كما يأتي في سورة هود . قوله : { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ هود : 48 ] أي مؤلم . قوله : { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ } تذكير لهم بنعم الله التي أنعمها عليهم . قوله : ( في الأرض ) قدره المفسر إشارة إلى أن في الآية الحذف من الأول لدلالة الثاني عليه . قوله : { وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي أرض الحجر بكسر الحاء ، مكان بين الحجاز والشام . قوله : { تَتَّخِذُونَ } أي تعملون وتصنعون ، واتخذ يصح أن يكون متعدياً لواحد ، فمن سهولها متعلق باتخذ ، أو لاثنين فمن سهولها متعلق بمحذوف مفعول ثان . قوله : { مِن سُهُولِهَا } جمع سهل وهو المكان المتسع الذي لا جبل به ، من بمعنى في ، أي تصنعون في الأرض السهلة القصور ، ويصح أن تكون من للابتداء ، أي تتخذون من السهول ، أي الأراضي اللينة القصور ، أي طوبها وطينها ، والأقرب الأول ، وسميت القصور بذلك لقصر أيدي الفقراء عن تحصيلها . قوله : { وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً } يصح أن يكون المعنى على إسقاط الخالص أي من : { ٱلْجِبَالَ } و { بُيُوتاً } مفعول { تَنْحِتُونَ } ، ويصح أن يكون { ٱلْجِبَالَ } مفعولاً به ، و { بُيُوتاً } حال مقدرة كما قال المفسر ، لأن الجبال لا تصير بيوتاً إلا بعد نحتها ، وهو إن كان جامداً ، إلا أنه مؤول بالمشتق أي مساكن . قوله : { مُفْسِدِينَ } حال مؤكدة لعاملها ، لأن العثو هو الفساد . قوله : ( تكبروا ) أشار بذلك إلى أن السين زائدة . قوله : ( عن الإيمان به ) أي بصالح . قوله : ( بدل مما قبله بإعادة الجار ) أي بدل كل من كل ، إن كان الضمير في : { مِنْهُمْ } عائداً على القوم ، ويكون جميع المستضعفين آمنوا وبدل بعض من كل ، إن كان الضمير عائداً على المستضعفين ، ويكون بعض المستضعفين آمنوا ، والله أعلم بحقيقة الحال . قوله : { أَتَعْلَمُونَ } مفعول قول المستكبرين . قوله : { وَقَالُواْ } ( نعم ) قدر المفسر إشارة إلى أن هذا حق الجواب ، وإنما عدلوا عنه مسارعة إلى تحقيق الحق وإظهار إيمانهم ، وتنبيهاً على أن رسالته واضحة لا تخفى ، فلا ينبغي السؤال عنها فهذا الجواب تبكيت لهم .