Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 78-81)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } أي بعد مضي ثلاثة أيام ، والتعقيب ظاهر ، لأن الثلاثة أيام مقدمات من الهلاك . قوله : ( والصيحة من السماء ) أشار بذلك إلى أن في الآية اكتفاء ، لأن عذابهم كان بهما معاً . قوله : { فِي دَارِهِمْ } أي أرضهم ، فالمراد بهم الجنس . قوله : { فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ } أي بعد أن هلكوا وماتوا توبيخاً ، " كما خاطب النبي صلى الله عليه وسلم الكفار من قتلى بدر حين ألقوا في القليب ، فقال عمر : يا رسول الله كيف تكلم أقواماً قد جيفوا ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ما أنت بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يجيبون ، وقيل : خاطبهم قبل موتهم وقت ظهور العلامات فيهم " ، عليه : يكون في الآية تقديم وتأخير تقديره : فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ، ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين ، فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين . قوله : { وَ } ( اذكر ) خطاب لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقدره ولم يقدر أرسلنا مع أنه يكون موافقاً لما قبله وما بعده ، لأنه يوهم أن وقت الإرسال قال لقمه ما ذكر ، مع أنه ليس كذلك ، بل أمرهم أولاً بالتوحيد ، ثم بين لهم فروع شريعته ، ولوط بن هاران أخي إبراهيم الخليل عليهما السلام ، وكان إبراهيم ولوط ببابل بالعراق ، فهاجر إلى الشام فنزل إبراهيم بأر فلسطين ، ونزل لوط بالأردن في قرية بالشام ، فأرسله الله إلى أهل سذوم ، بالذال المعجمة على وزن رسول ، وهي بلد بحمص . قوله : { أَتَأْتُونَ ٱلْفَاحِشَةَ } استفهام توبيخ وتقريع لأنها من أعظم الفواحش ، ولذا كان حدها عند أبي حنيفة الرمي من شاهق جبل ، وعند مالك الرجم مطلقاً فاعلاً أو مفعولاً أحصنا أو لم يحصنا . قوله : { مَا سَبَقَكُمْ } الخ تأكيد للإنكار عليهم ، لأن مباشرة القبح قبيحة ، واختراعه أقبح . قوله : ( الإنس والجن ) أي وجميع البهائم ، بل هذه الفعلة لم توجد في أمة إلا في قوم لوط وفساق هذه الأمة المحمدية . وكان قوم لوط يتباهوان بالضراط في المجالس أيضاً ، كما قال تعالى : { وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ ٱلْمُنْكَرَ } [ العنكبوت : 29 ] وهو فاحشة عظيمة أيضاً . قوله : ( بتحقيق الهمزتين ) حاصل ما أفاده المفسر ، أن القراءات أربع : تحقيق الهمزتين ، وتسهيل الثانية من غير إدخال ألف بين الهمزتين إو بإدخالها ، ولكن الحق أن إدخال الألف بين الهمزتين المحققتين غير سبعية ، وإنما هي لهشام ، وبقي قراءة سبعية أيضاً وهي بهمزة واحدة على الخبر المستأنف بيان لتلك الفاحشة ، وهي لنافع وحفص عن عاصم ، فتحصل أن القراءات خمس ، أربع سبعية وواحدة غير سبعية . قوله : { شَهْوَةً } أي لأجل الشهوة . قوله : { مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِ } إما حال من : { ٱلرِّجَالَ } أو من الواو في تأتون ، وحكمه التوبيخ على هذا الفعل القبيح ، أن الله تعالى خلق الإنسان ، وركب فيه شهوة النكاح لبقاء النسل وعمران الدنيا ، وجعل النساء محلاً للشهوة والنسل ، فإذا تركهن الإنسان ، فقد عدل ما أحل له وتجاوز الحد ، لوضعه الشيء في غير محله ، لأن الأدبار ليست محلاً للولادة التي هي المقصودة بالذات .