Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 85-87)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَإِلَىٰ مَدْيَنَ } معطوف على قوله : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً } عطف قصة على قصة ، ولذا قدر المفسر أرسلنا ومدين اسم قبيلة شعيب ، واسم لقريته أيضاً ، بينها وبين مصر ثمانية مراحل ، سميت باسم أبيهم مدين ابن ابراهيم الخليل ، فشعيب أخوهم في النسب ، وليس من أنبياء بني إسرائيل ، وقوله : { شُعَيْباً } بدل من أخاهم ، أو عطف بيان عليه ، وأرسل شعيب أيضاً إلى أصحاب الأيكة ، وهي شجر ملتف بعضه بالقرب من مدين ، قال تعالى : { كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ الشعراء : 176 ] . قوله : ( معجزة ) لم تذكر تلك المعجزة في القرآن ، وقيل المراد بها نفسه ، بمعنى أن أوصافه لا يمكن معارضتها ، وقيل المراد بها . قوله : { فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ } الخ ، بمعنى ما يترتب عليها من العز للمطيع ، والذل والعقاب للمخالف . قوله : { فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ } أي وكانت عادتهم نقص الكيل والميزان . قوله : { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ } هذا لازم لقوله : { فَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ } لأن الشخص إذا لم يوف الكيل والميزان لغيره فقد نقصه من الثمن ، وكذلك إذا استوفى الكيل والميزان لنفسه ، فقد نقص الغير من الثمن . قوله : { بَعْدَ إِصْلاَحِهَا } ورد أنه قبل بعث شعيب لهم ، كانوا يفعلون المعاصي ، ويستحلون المحارم ، ويسفكون الدماءـ فلما بعث شعيب أصلح الله به الأرض ، وهكذا كل نبي بعث إلى قومه . قوله : ( مريدي الإيمان ) جواب عما يقال إنهم لم يكونوا مؤمنين إذ ذاك . قوله : ( فبادروا إليه ) جواب الشرط ، وما قبله دليل الجواب . قوله : { بِكُلِّ صِرَاطٍ } أي محسوس بدليل ما بعده . قوله : ( تخوفون الناس ) قدره إشارة إلى أن مفعول : { تُوعِدُونَ } محذوف . قوله : ( بأخذ ثيابهم ) ورد أنهم كانوا يجلسون على الطريق ، ويقولون لمن يريد شعيباً : إنه كذاب ارجع لا يفتنك عن دينك ، فإن آمنت به قتلناك . قوله : { مَنْ آمَنَ } هذا مفعول : { تَصُدُّونَ } . قوله : ( تطلبون الطريق ) أي المعبر عنه بالسبيل ، وهو الطريق المعنوي الذي هو الذين ، والمعنى تعدلوا عن الصراط المستقيم إلى الاعوجاج . قوله : { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنْتُمْ } { إِذْ } ظرف معمول لقوله : { وَٱذْكُرُوۤاْ } أي اذكروا وقت كونكم وقت كونكم قليلاً إلخ ، والمراد اذكروا تلك النعمة العظيمة . قوله : { قَلِيلاً } أي في العدة والعدد والضعف ، وقوله : { فَكَثَّرَكُمْ } أي فزاد عددكم وقوتكم ، فكانوا أغنياء أقوياء ذوي عدد كثير بوجوب شعيب بينهم ، ولذا لما فر موسى هارباً من فرعون ، نزل عند شعيب فطمأنه وأمن روعه ، قال تعالى حكاية عن شعيب : { قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } [ القصص : 25 ] . قوله : { عَاقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي وأقربهم إليكم قوم لوط ، فانظروا ما نزل بهم . قوله : { وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ } في الكلام الحذف من الثاني لدلالة الأول عليه ، والتقدير وطائفة منكم لم يؤمنوا بالذي أرسلت به . قوله : { فَٱصْبِرُواْ } يجوز أن يكون الضمير للمؤمنين من قومه ، وأن يكون للكافرين منهم ، وأن يكون للفريقين وهذا هو الظاهر ، فأمر المؤمنين بالصبر ليحصل لهم الظفر والغلبة ، والكافرين بالصبر لسوء عاقبة أمرهم ، وهو نظير قوله تعالى : { فَتَرَبَّصُوۤاْ إِنَّا مَعَكُمْ مُّتَرَبِّصُونَ } [ التوبة : 52 ] . قوله : ( وبينكم ) لا حاجة له ، لأن الضمير عائد على شعيب وعليهم ، والمعنى حتى يقضي الله بين الفريقين المؤمنين والكفار . قوله : { وَهُوَ خَيْرُ ٱلْحَاكِمِينَ } التعبير باسم التفضيل ، باعتبار أنه الحاكم حقيقة ، وغيره حاكم مجازاً ، ومن كان له الحكم بالأصالة والحقيقة ، خير ممن كان له الحكم مجازاً .