Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 13-20)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { مَّا لَكُمْ } مبتدأ وخبر ، والمعنى أي شيء ثبت لكم ، وقوله : { لاَ تَرْجُونَ } جملة حالية من الكاف ، وقوله : { وَقَاراً } أي توقيراً من الله لكم ، والسلام بمعنى من ، والمعنى أي شيء ثبت لكم لا شيء ثبت لكم لا تؤملون الله في كونه يوقركم ويعظمكم ، بل المطلوب منكم أن ترجوا وقار الله إياكم بأن تؤمنوا به ، فالمقصود الحث على الإيمان والطاعة الموجبين لرجاء ثواب الله لأن الرجاء تعلق القلب بمرغوب فيه يحصل في المستقبل مع الآخذ في الأسباب ، وهو لا يكون إلا بالإيمان والطاعة . قوله : { وَقَدْ خَلَقَكُمْ } الجملة حالية من فاعل { تَرْجُونَ } و { أَطْوَاراً } حال مؤولة بمشتق أي منتقلين من حال إلى حال . قوله : ( والنظر ) أي التأمل . قوله : ( في خلقه ) أي الإنسان ، والمعنى : أن التأمل في أحوال الإنسان ، من أسباب الإيمان بالله تعالى . قوله : ( تنظروا ) أي نظر اعتبار وتفكر . قوله : { كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ } الخ ، هذه الجملة سدت مسد مفعولي { تَرَوْاْ } . قوله : ( بعضها فوق بعض ) أي من غير مماسة ، بل بين كل واحدة والأخرى خمسمائة عام ، وسمك الواحدة منهن خمسمائة عام . قوله : ( أي في مجموعهن ) دفع بذلك ما يقال : إن القمر لم يكن إلا في خصوص سماء الدنيا ، فما معنى إضافته إلى الكل ؟ فأجاب بما ذكر ، وفيه أن المجموع لا بد فيه من تعدد أفراد ، وهنا ليس كذلك ، فالأحسن الجواب بأن السماوات شفافة ، فيرى الكل كأنه سماء واحدة ، وما في واحدة كأنه في الكل . قوله : { وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ } أي فيهن ، فحذف من الثاني لدلالة الأول عليه ، واعلم أن القمر في سماء الدنيا اتفاقاً ؛ واختلف في الشمس فقيل في السماء الرابعة ، وقيل في الخامسة ، وقيل في الشتاء في الرابعة ، وفي الصيف في السابعة ، ووجههما مما يلي السماء ، وقفاهما مما يلي الأرض . قوله : { سِرَاجاً } أي مثل السراج في كونها تزيل ظلمة الليل كما يزيلها السراج . قوله : ( وهو أقوى من نور القمر ) إن قلت : إن القمر أقوى من المصباح بالمشاهدة لعمومه المشارق والمغارب وانتشاره . أجيب : بأن الضمير عائد على الضوء المفهوم من ( مضيئاً ) أو يقال : إن المصباح في محل انتشاره أقوى من القمر ، وإن كان أوسع امتداداً منه ، لأن الإنسان يمكنه قراءة الخط في المصباح دون القمر ، فلا يقرؤه إلا القليل من الناس . قوله : ( خلقكم ) أي أنشأكم منها ؛ فالانبات استعارة للخلق . قوله : ( إذ خلق أباكم آدم منها ) أي أو باعتبار النطفة فإن أصلها وهو الغذاء من الأرض . قوله : { نَبَاتاً } مصدر لأنبت على حذف الزوائد ، ويسمى اسم مصدر . قوله : ( مقبورين ) حال . قوله : ( مبسوطة ) أي لا مسنمة فتتعب من عليها . قوله : { فِجَاجاً } جمع فج وهو الطريق الواسع ، وقيل : هو المسلك بين الجبلين .