Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 71, Ayat: 21-25)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَالَ نُوحٌ } أي بعد يأسه من إيمانهم وصبره المدة الطويلة عليهم ، وهذا مقدمة لدعائه عليهم . قوله : { إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } أي وعصياني عصيان لك يا رب . قوله : ( وبفتحهما ) أي وهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَمَكَرُواْ } معطوف على صلة { مَن } كأنه قال واتبعوا من مكروا . وجمع الضمير نظراً لمعنى من ، وأفرد في قوله : { يَزِدْهُ } باعتبار لفظها قوله : { كُبَّاراً } بضم الكاف وتشديد الباء ، وهي قراءة العامة ، وقرئ شذوذاً بالضم والتخفيف ، وهي مبالغة أيضاً بمعنى المشدد والكسر والتخفيف جمع كبير . قوله : { وَقَالُواْ } عطف على الصلة أيضاً . قوله : { وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً } عطف خاص على عام . قوله : ( بفتح الواو وضمها ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ } بغير تنوين في قراءة العامة ، ومنع الصرف إن كانا عربيين للعلمية ، ووزن الفعل ، وإن كانا أعجميين فاللعلمية والعجمة ، وقرئ شذوذاً بالصرف للتناسب ، لأن ما قبلهما مصروف وما بعدهما مصروف . قوله : { وَيَعُوقَ وَنَسْراً } لم يذكر بالنفي مع هذين ، لكثرة التكرار وعدم اللبس . قوله : ( هي أسماء أصنام ) أي كانوا يعبدونها ، وكانت أكبر أصنامهم وأعظمها عندهم ، ولذا خصوها بالذكر ، وأصلها كما قال عروة بن الزبير أنه كان لآدم خمس بنين ، ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر . وكانوا عباداً فمات رجل منهم فحزنوا عليه فقال الشيطان : أنا أصور لكم مثله ، إذا نظرتم إليه ذكرتموه ، قالوا : افعل ، فصوره في المسجد من صرف ورصاص ، ثم مات آخر فصوره ، حتى ماتوا كلهم وصورهم ، فلما تقادم الزمان ، تركت الناس عبادة الله ، فقال لهم الشيطان : ما لكم لا تعبدون شيئاً ؟ قالوا : ما نعبد ؟ قال : آلهتكم وآلهة آباءكم ، ألا ترون أنها في مصلاكم ، فعبدوها من دون الله تعالى ، حتى بعث الله نوحاً عليه السلام فقالوا : { لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ } الآية . قوله : { وَقَدْ أَضَلُّواْ } معمول لقول مقدر ، أي وقال قد أضلوا ، فهو معطوف على قوله : { قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي } . قوله : ( دعا عليهم لما أوحي إليه ) الخ ، جواب عما يقال : إنه مبعوث لهدايتهم ، فكيف ساغ له الدعاء عليهم بالضلال ؟ فأجاب : بأنه لما يئس من إيمانهم ، بإخبار الله له بأنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن ، ساغ له الدعاء عليهم . قوله : ( ما صلة ) أي ومن تعليلية . قوله : ( وفي قراءة ) أي وهي سبعية أيضاً . قوله : { فَأُدْخِلُواْ نَاراً } أي في الدنيا عقب الإغراق ، فكانوا يغرقون من جانب ، ويحترقون في الماء من جانب بقدرة الله تعالى ، وهذا ما أفاده المفسر ، ويحتمل أن المراد بها نار الآخرة ، وهو من التعبير بالماضي عن المستقبل لتحقق الوقوع .