Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 17-18)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } أي الماء ، وفي للسببية . قوله : ( علم ظهور ) أي للخلائق ، وإلا فهو تعالى لا يخفى عليه شيء ، فالمعنى ليظهر لهم متعلق علمنا ، وفي الآية معنى إشاري للصوفية ، وهو أن العباد ، لو حصلت منهم الاستقامة على الطريقة بالانهماك في مرضاة الله تعالى ، لملأ الله قلوبهم بالأسرار والمعارف والمحبة الشبيهة بالماء في كونها حياة الأرواح ، كما أن الماء حياة الأجسام ، فيحصل لهم بسبب ذلك الفتنة ، بأن يسكروا ويطربوا ويدهشوا ويوخرجوا عن الأهل والأوطان ، فالاستقامة سبب للرزق الظاهري والباطني . قوله : ( بالنون والياء ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : ( ندخله ) أشار بذلك إلى أنه ضمن نسلك معنى ندخل ، فعداه للمفعول الثاني . قوله : { صَعَداً } مصدر صعد بكسر العين كفرح ، وصف به العذاب على تأويله باسم الفاعل . قوله : ( شاقاً ) هذا تفسير باللازم ، وإلا فمعنى الصعود العلو والارتفاع . قوله : { وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ } هو من جملة الموحى به ، أي وأوحى إلي كون المساجد مختصة بالله ؛ واختلف في المراد بالمساجد ، فقيل : هي جمع مسجد بكسر الجيم وهو موضع السجود ، فالمراد به جميع البقاع ، لأن الأرض جعلت كلها مسجداً لهذه الأمة ، وقيل جمع مسجد بالفتح وهو الأعضاء الواردة في الحديث : " الجبهة والأنف والركبتان واليدان والقدمان " . والمعنى : أن هذه الأعضاء نعم أنعم الله بها عليك ، فلا تسجد لغير الله ، فتجحد نعمة الله ، وقيل : المراد بها الأماكن المبنية للعبادة ، وإضافة المساجد إلى الله تعالى للتشريف والتكريم ، وقد تنسب لغيره على سبيل التعريف ، كما في الحديث " صلاة في مسجدي هذا ، خير من ألف صلاة فما سواه ، إلا المسجد الحرام " . قوله : { فَلاَ تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَداً } أي لا تعبدوا غير الله ، فهو توبيخ للمشركين في عبادتهم الأصنام ، وقيل المعنى : أفردوا المساجد بذكر الله تعالى ، ولا تجعلوا لغير الله فيها نصيباً ، كما في الحديث : " من نشد ضالة في المسجد فقولوا : لا ردها الله عليك ، فإن المساجد لم تبن لها " . وفي الحديث : " كان إذا دخل المسجد ، قدم رجله اليمنى وقال : وإن المساجد لله ، فلا تدعوا مع الله أحداً ، اللهم أنا عبدك وزائرك ، وعلى كل مزور حق ، وأنت خير مزور ، فأسألك برحمتك أن تفك رقبتي من النار " . وإذا خرج من المسجد ، قدم رجله اليسرى وقال : " اللهم صب علي الخير صباً ، ولا تنزع عني صالح ما أعطيتني أبداً ، ولا تجعل معيشتي كداً ، واجعل لي في الأرض جداً " أي غنى .