Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 16-25)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } تعليل للردع المستفاد من قوله : ( علاَّ ) . قوله : ( معناداً ) العناد ينشأ من كبر النفس ، أو يبس في الطبع ، أو شراسة في الأخلاق ، أو خبل في العقل . قوله : ( يصعد فيه ) أي سبعين عاماً ، كلما وضع يده عليه ذابت ، فإذا رفعها عادت ، وإذا وضع رجله ذابت ، وإذا رفعها . عادت قوله : ( ثم يهوي ) أي سبعين عاماً . قوله : ( أبداً ) راجح لكل من الصعود والهويّ . قوله : { فَكَّرَ وَقَدَّرَ } أي ردد فكرة فيما يطعن به في القرآن ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما نزل عليه { حـمۤ * تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ } إلى قوله : { إِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } [ غافر : 1 - 3 ] قام في المسجد ، والوليد بن المغيرة قريب منه يسمع قراءته ، فلما فطن النبي صلى الله عليه وسلم لاستماعه لقراءته ، اعاد قراءة الآية ، فانطلق الوليد بن المغيرة ، حتى أتى مجلس قومه من بني مخزوم فقال : والله لقد سمعت من محمد آنفاً كلاماً ، ما هو من كلام البشر ، ولا من كلام الجن ، إن له لحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن اعلاه لمثمر ، وإن اسفله لمغدق ، وإنه يعلو ولا يعلى عليه ، ثم انصرف إلى منزله ، فقالت قريش : صبأ والله الوليد ، والله لتصبأن قريش كلهم ، فقام أبو جهل وقال : أنا أكفيكموه ، فانطلق فقعد إلى جانب الوليد حزيناً ، فقال له الوليد : ما لي أراك حزيناً يا ابن أخي ؟ قا ل : وما يمنعني أن لا احزن ، وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك بها على كبر سنك ، ويزعمون أنك زينت كلام محمد ، وأنا داخل على ابن أبي كبشة وابن أبي قحافة ، تسأل من فضل طعامهم ، فغضب الوليد وقال : ألم تعلم أني من أكثرهم مالاً وولداً ، وهل شبع محمد وأصحابه من الطعام ، فيكون لهم فضل ؟ ثم قال مع أبي جهل ، حتى أتى مجلس قومه فقال لهم : تزعمون أن محمداً مجنون ، فهل رأيتموه يختنق قط ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كاهن ، فهل رأيتموه قط تكهن ؟ فقالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه شاعر ، فهل رأيتموه يتعاطى شعراً قط ؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كذاب ، فهر جربتم عليه شيئاً من الكذب ؟ فقالوا : اللهم لا ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى الأمين قبل النبوة من صدقه ، فقالت قريش للوليد : فما هو ؟ فتفكر في نفسه وقدر ثم قال : ما هذا إلا سحر يؤثر . قوله : { فَقُتِلَ } أي في الدنيا . قوله : { ثُمَّ قُتِلَ } أي فيما بعد الموت في البرزخ والقيامة ، و { ثُمَّ } للدلالة على أن الثانية أبلغ من الأول ، فهي في هذه المواضع للتراخي ، و { كَيْفَ } منصوبة على الحال من الضمير في قدر ، وهي للاستفهام ، والمقصود منه توبيخه والتعجب من تقديره . قوله : ( في وجوه قومه ) أي نظر بعين الغضب من أجل الأمر الذي قالوه فيه ، قوله : ( أو فيما يقدح به ) أي في القرآن ، فالنظر على هذا بمعنى التأمل ، فيكون تأكيداً لقوله : { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } . قوله : { ثُمَّ عَبَسَ } يقال : عبس عبساً وعبوساً أي قطب وجهه ، والعبس يطلب على ما يبس في أذناب الإبل من البعر والبول ، وقوله : { وَبَسَرَ } يقال : بسر يبسر بسراً ، وبسوراً إذا قبض بين عينيه كراهية للشيء واسود وجهه منه ، يقال : وجهه وجه باسر ، أي منقبض مسود ، فالبسور غاية في العبوس . قوله : ( والكلوع ) مرادف للقبض . قوله : { وَٱسْتَكْبَرَ } عطب سبب . قوله : { إِلاَّ سِحْرٌ } أي أمور تخييلية لا حقائق لها ، وهي لدقتها تخفي أسبابها ، وقوله : ينقل على السحرة ، أي كمسيلمة وأهل بابل . قوله : { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } نتيجة حصره في السحر .