Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 75, Ayat: 22-30)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ } { وُجُوهٌ } مبتدأ ، و { نَّاضِرَةٌ } خبره ، و { يَوْمَئِذٍ } ظرف لناضرة ، وسوغ الابتداء بالنكرة وقوعها في معرض التفصيل ، و { نَاظِرَةٌ } خبر ثان ، و { إِلَىٰ رَبِّهَا } متعلق بناظرة . قوله : ( أي في يوم القيامة ) تفسير لمعنى الظرفية ، والتنوين في { يَوْمَئِذٍ } عرض عن جملة : أي يوم إذ تقوم القيامة . قوله : ( فقار الظهر ) بفتح الفاء ، ما يتصل من عظام الصلب من الكاهل إلى العجب . قوله : { إِذَا بَلَغَتِ } ( النفس ) أي مؤمنة أو كافرة ، والمعنى أخذت في النزع وقت الموت . قوله : { ٱلتَّرَاقِيَ } جمع ترقوة . قوله : ( عظام الحلق ) أضافها إليه لقربها منه ، وإلا فالتراقي العظام المكتنفة لثغرة النحر يميناً وشمالاً ، ولكل إنسان ترقوتان . قوله : { مَنْ رَاقٍ } مبتدأ وخبر ، والجملة قائمة مقام الفاعل ، و { رَاقٍ } اسم فاعل من رقي يرقى بالفتح في الماضي ، والكسر في المضارع من الرقية ، وهي كلام يرقى به المريض ليشفى ، وهو ما مشى عليه المفسر ، وقيل : من رقي يرقى بالكسر في الماضي ، والفتح في المضارع من الرقي ، وهو الصعود ، أي أن ملك الموت يخاطب أعوانه يقول : من يصعد بهذه النفس ، ويحتمل أن أعوانه يقولون له : من يرقى بهذه النفس ، أملائكة الرحمة ، أم ملائكة العذاب ؟ قوله : ( أيقن ) سمي اليقين ظناً ، لأن الإنسان ما دامت روحه متعلقة ببدنه ، فإنه يطمع في الحياة لشدة حبه لها . قوله : { أَنَّهُ } أي النازل به . قوله : { وَٱلْتَفَّتِ } أي التصقت ساق الإنسان عند موته بالأخرى ، قال قتادة : أما رأيته إذا أشرف على الموت ، يضرب إحدى رجليه بالأخرى ؟ وقال سعيد بن المسيب : هما ساقا الإنسان ، إذا التفتا في الكفن ، وقال زيد بن أسلم : التفت ساق الميت بساق الكفن ، وكل صحيح . قوله : ( والتفت شدة فراق الدنيا ) الخ ، أي فالمراد بالساق الشدتان ، لأن لساق يطلق على الشدة ، وهذا المعنى ظاهر في الكافر ، لأنه ينتقل من سكرات الموت إلى عذاب القبر . قوله : ( وهذا يدل على العامل في إذا ) أي الذي هو جوابها ، وقد بينه بقوله : ( تساق إلى حكم ربها ) .