Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 11-14)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَوَقَٰهُمُ ٱللَّهُ } الفاء سببية ، أي فسبب خوفهم ، دفع الله عنهم شر ذلك اليوم وشدته ، وذكر القرطبي في تذكرته حديثاً في بيان ما ينجي المؤمن من أهوال يوم القيامة ، وهو ما روي عن عبد الرحمن بن سمرة قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن في مسجد المدينة فقال : " إني رأيت البارحة عجباً ، رأيت رجلاً من أمتي جاءه ملك الموت ليقبض روحه ، فجاءه بر والديه فرده عنه . ورأيت رجلاً من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر ، فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك . ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته الشياطين ، فجاءه ذكر الله تعالى فخلصه من بينهم ، ورأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكة العذاب ، فجاءت صلاته فاستنقذته من أيديهم . ورأيت رجلاً من أمتي يهلث عطشاً ، كلما ورد حوضاً منع منه ، فجاءه صيامه فسقاه وأوراه . رأيت من أمتي والنبيون قعود حلقا حلقا ، كلما دنا لحلقة طرد ، فجاءه اغتساله من الجنابة فأخذ بيده وأقعده إلى جنبي . ورأيت رجلاً من أمتي بين يديه ظلمة ، ومن خلفه ظلمة ، وعن يمينه ظلمة وعن شماله ضلمة ، ومن فوقه ظلمة ، ومن تحته ظلمة ، فهو متحير فيها ، فجاءه حجة وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور . ورأيت رجلاً من أمتي يكلم المؤمنين فلا يكلمونه ، فجاءته صلة الرحم فقالت : يا معشر المؤمنين كلموه ، فإنه كان واصلاً للرحم ، فكلموه وصافحوه . ورأيت رجلاً من أمتي يتقي وهج النار وشررها بيده عن وجهه ، فجاءته صدقته فصارت ستراً على وجهه وظلاً على رأسه . ورأيت رجلاً من أمتي قد اخذته الزبانية من كل مكان ، فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، فاستنقذاه من ايديهم وأدخلاه مع ملائكة الرحمة . ورأيت رجلاً من أمتي جاثياً على ركبتيه بينه وبين الله حجاب ، فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده وأدخله على الله . ورأيت رجلاً من أمتي قد اهوت صحيفته من قبل شماله ، فجاءه خوفه من الله ، فأخذ صحيفته فجعلها في يمينه . ورأيت رجلاً من أمتي قد خف ميزانه ، فجاءته افراطه فثقلوا ميزانه . ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على شفير جهنم ، فجاءه وجله من الله فاستنقذه من ذلك ومضى . ورأيت رجلاً من أمتي هوى في النار ، فجاءته دموعه التي بكاها من خشية الله في الدنيا ، فاستخرجته من النار . ورأيت رجلاً من أمتي قائماً على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف ، فجاء حسن الظن بالله تعالى فسكن رعدته ومضى . ورأيت رجلاً من أمتي على الصراط ، يزحف احياناً ويحبو احياناً ويتعلق احياناً ، فجاءته صلاته علي فأخذت بيده واقامته ومضى على الصراط . ورأيت رجلاً من أمتي انتهى إلى ابواب الجنة فاغلقت الأبواب دونه ، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ، ففتحت له الأبواب كلها وأدخلته الجنة " . - قلت - هذا حديث عظيم ، ذكر فيه أعمالاً خاصة تنجي من اهوال خاصة والله اعلم . وروى الطبراني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لقم أخاه لقمة حلوة ، صرف الله عنه مرارة الموقف يوم القيامة " . قوله : { نَضْرَةً } أي بدل العبوس . قوله : { وَسُرُوراً } أي فرحاً في قلوبهم بدل الحزن . قوله : ( بصبرهم عن المعصية ) أي بترك فعلها ، وكذا على الطاعة بفعلها ، وعلى المعصية بالاسترجاع وعدم الشكوى . فأقسام الصبر ثلاثة ، وإنما اقتصر المفسر على الصبر عن المعصية ، لأن يستلزم القسمين الآخرين ، فمن صبر عن المعصية ، فقد أدام الطاعة ولم يشك مولاه . قوله : ( حال من مرفوع ادخلوها ) أي ويصح أن يكون حالاً من مفعول { جَزَاهُمْ } . قوله : ( في الحجال ) واحده حجلة بفتحتين ، وهي المسماة بالناموسية . قوله : ( حال ثانية ) أي من المقدر المذكور ، أو من المفعول . قوله : ( أي لا حراً ولا برداً ) أي فهي معتدلة الهواء . قوله : ( وقيل الزمهرير القمر ) أي لأجل مقابلة قوله : { شَمْساً } . قوله : ( من غير شمس ولا قمر ) أي بنور العرش ، وهو أقوى من نور الشمس والقمر . قوله : ( عطف على محل لا يرون ) أي أو عطف على متكئين . قول : ( شجرها ) أشار بذلك إلى أن المراد بالظلال الشجر نفسه ، فدفع بذلك ما يقال : إن الظل إنما يوجد حيث توجد الشمس ، ولا شمس في الجنة . قوله : { وَذُلِّلَتْ } عطف على { دَانِيَةً } وجعلت فعليه إشارة إلى أن التذليل متجدد ، بخلاف التظليل فدائم ، ولذا أتى فيه بجملة اسمية . قوله : ( أدنيت ثمارها ) أي سهل تناولها تسهيلاً عظيماً لكل أحد .