Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 23-26)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : ( تأكيد لاسم إن ) أي ويصح أن يعرب مبتدأ ، { نَزَّلْنَا } خبره ، والجملة خبر إن . قوله : ( خبر إن ) أي سواء جعلنا { نَحْنُ } تأكيداً أو فصلاً . قوله : ( أي فصلناه ) الخ ، أي لحكمة بالغة ، وهي كما في الفرقان { لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } [ الفرقان : 32 ] { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } [ الفرقان : 33 ] والمقصود من ذلك تسليته صلى الله عليه وسلم وشرح صدره ، وأن ما أنزل عليه ليس بشعر ولا كهانة . قوله : { فَٱصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } مشى المفسر على أن المراد بالحكم التكليف بتبليغ الرسالة ، وعليه فالآية محكمة ، وقيل : إن المراد بالحكم القضاء . والمعنى : اصبر على أذى المشركين الذي حتمه الله في الأزل ، فلا مفر لك منه حتى يفرج الله عنك ، وعليه فالآية منسوخة . قوله : ( أي عتبة بن ربيعة ) الخ ، أشار بذلك إلى أن المراد بالآثم عتبة ، لأنه كان متعاطياً لأنواع الفسوق متظاهراً بها ، وأن المراد بالكفور الوليد ، فإنه كان متظاهراً بالكفر داعياً إليه ، وبهذا ظهر التخصيص لكل ، وإن كان كل منهما آثماً وكفوراً . قوله : ( قالا للنبي ارجع ) الخ ، حاصله أنهما قالا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت صنعت ما صنعت لأجل النساء والمال ، فارجع عن هذا الأمر ، فقال عتبة : أنا أزوجك ابنتي وأسوقها إليك من غير مهر ، وقال الوليد : أنا أعطيك من المال حتى ترضى وارجع عن هذا الأمر ، فنزلت الآية . قوله : ( أي تطع أحدهما ) الخ ، أي والنهي عن طاعتهما معاً معلوم بالأولى ، فأو أبلغ من الواو ، لأنها لنفي الأحد الدائر . قوله : ( في الصلاة ) أشار بذلك إلى أن المراد بالذكر الصلاة ، والمعنى : دم على الصلاة . قوله : ( والظهر والعصر ) إطلاق الأصيل على العصر ظاهر ، وعلى الظهر باعتبار آخر وقتها ، وإلا فالزوال وما يقرب منه لا يسمى أصيلاً . قوله : { وَمِنَ ٱللَّيْلِ } { وَمِنَ } تبعيضية . والمعنى : صلّ له بعض الليل ، وقوله : { فَٱسْجُدْ لَهُ } الفاء دالة على شرط مقدر تقديره : مهما يكن من شيء فصلّ من الليل الخ ، وفيه زيادة حث على صلاة الليل .