Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 34-41)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } الفاء فاء الفصيحة ، أفصحت عن جواب شرط مقدر تقديره إذا علمت ما تقدم الخ . قوله : { ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } أي الداهية التي تعلو على الدواهي ، فهي أعظم من كل عظيم ، وخص ما هنا بالطامة الكبرى ، موافقة لقوله قبل { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } [ النازعات : 20 ] بخلاف ما في عبس ، فإنه لم يتقدمه شيء من ذلك ، فخصت بالصاخة ، وهي الصوت الشديد الواقع بعد الداهية الكبرى فناسب جعل الطم للسابقة والصخ للاحقة . قوله : ( بدل من إذا ) أي بدل كل أو بعض . قوله : { وَبُرِّزَتِ } عطف على { جَآءَتِ } والعامة على بنائه للمفعول مشدداً ، و { لِمَن يَرَىٰ } بياء الغيبة مبنياً للفاعل ، ومعناه يبصر ، وهو مثل في الأمر المنكشف الذي لا يخفى على أحد . قوله : ( لكل راء ) أي من كل من له عين وبصر من المؤمنين والكفار ، لكن الناجي لا ينصرف بصره إليها فلا يراها بالفعل ، والكافر هي مأواه . قوله : ( وجواب إذا ) { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } الخ فيه نوع تساهل ، لأن قوله : { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } الخ ، بيان لحال الناس في الدنيا ، وقوله : { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ } الخ ، بيان لحالهم في الآخرة ، فالأولى ما سلكه غيره ، من أن الجواب محذوف ، يدل عليه التفصيل المذكور تقديره : دخل أهل النار النار ، وأهل الجنة الجنة . قوله : ( باتباع الشهوات ) أي المحرمات . قوله : ( مأواه ) أي فأل عوض عن الضمير العائد على { مَن طَغَىٰ } . قوله : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } مقابل قوله : { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } الخ ، واعلم أن الخوف من الله تعالى مرتبتان : مرتبة العامة وهي الخوف من العذاب ، ومرتبة الخاصة وهي الخوف من جلال الله تعالى ، والآية صادقة بهما ، وأضيف المقام لله تعالى ، وإن كان وصفاً للعبد ، من حيث كونه بين يديه ومقاماً لحسابه . قوله : ( الأمارة ) قيد بها لأنها هي تكون مذمومة الهوى ، وأما غيرها فهواها محمود ، لما في الحديث : " لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تابعاً لما جئت به " . قوله : ( المردي ) أي المهلك ، قوله : ( باتباع الشهوات ) متعلق بالمردي والباء سببية . قوله : ( وحاصل الجواب ) الخ ، أشار بذلك إلى أن { أَمَّا } لمجرد التأكيد وليست للتفصيل ، لعدم تقدم مقتضيه ، وصار المعنى ( فالعاصي في النار ) الخ ، وفيه أنه يحوج لتكلف ، فالأحسن ما قدمناه من أن الجواب محذوف ، والآية دليل عليه .