Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 11-12)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ } أي دفعة واحدة فناموا كلهم ، وهذا على خلاف العادة ، فهي معجزة لرسول الله ، حيث غشي الجميع النوم في وقت الخوف ، وفيه ثلاث قراءات سبعية ، يغشاكم كيلقاكم ، والنعاس مرفوع على الفاعلية ، ويغشيكم بتشديد الشين وضم ياء المضارعة ، ويغشيكم بتخفيف الشين وضم ياء المضارعة ، والنعاس منصوب على المفعولية في هاتين القراءتين . قوله : { أَمَنَةً } منصوب على الحال على القراءة الأولى ، أو المفعول لأجله على القراءتين الأخرتين ، قال عبدالله بن مسعود : النعاس في القتال أمنة في الصلاة من الشيطان ، قيل إنهم لما خافوا على أنفسهم ، لكثرة عدد العدو وعددهم ، وقلة المسلمين ، وعطشوا عطشاً شديداً ألقى الله عليهم النوم ، حتى حصلت لهم الراحة ، وزال عنهم العطش ، وتمكنوا من قتال عدوهم ، فكان ذلك النوم نعمة في حقهم ، لأنه كان خفيفاً بحيث لو قصدهم العدو لتنبهوا له ، وقدروا على دفعه . قوله : ( من الخوف ) بيان لما . قوله : { لِّيُطَهِّرَكُمْ } إلخ أي وذلك أنهم وقفوا في كثيب رمل ، فشق المشي عليهم فيه من لينه ونعومته ، واشتد عليهم الخوف من أن يأتيهم العدو في تلك الحالة ، فألقى الله عليهم النعاس ، فاحتلم معظمهم فاشتد احتياجهم إلى الماء ، فوسوس لهم الشيطان بما ذكره المفسر ، فرد الله كيده بإنزال المطر الكثير عليهم ، فشربوا وتطهروا وملؤوا القرب ، وتلبد الرمل حتى سهل المشي عليه . قوله : { إِذْ يُوحِي رَبُّكَ } معمول لمحذوف أي اذكر ، ولم يقدره المفسر اتكالاً على تقديره فيما سبق . قوله : { إِلَى ٱلْمَلاۤئِكَةِ } أل للعهد الذكرى ، أي المذكورين فيما سبق في قوله : { أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ } [ الأنفال : 9 ] كما أشار إليه المفسر . قوله : { أَنِّي مَعَكُمْ } الجملة في محل نصب مفعول ليوحي . قوله : { فَثَبِّتُواْ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي قووا قلوبهم ، واختلف في كيفية هذه التقوية ، فقيل إن الشيطان كما أن قوة في إلقاء الوسوسة في قلب آدم بالسوء ، كذلك الملك له قوة في إلقاء الإلهام في قلب ابن آدم بالخير ، ويسمي ما يلقيه الملك إلهاماً ، وقيل إن ذلك التثبيت حضورهم القتال معهم ، ومعونتهم لهم بالقتال بالفعل ، وقيل معناه بشرورهم بالنصر والظفر ، فكان الملك يمشي في صفة رجل أمام الصف ويقول : أبشروا فإن الله ناصركم عليهم . قوله : { سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعْبَ } كالتفسير لقوله : و { أَنِّي مَعَكُمْ } وقوله : { فَٱضْرِبُواْ } الخ . كالتفسير لقوله : { فَثَبِّتُواْ } فهو لف ونشر مرتب . قوله : ( الرؤوس ) تفسير للفظ { فَوْقَ } وقد توسع فيه حيث استعملوه مفعولاً به ، وإن كان أصله ظرف مكان ملازم للظرفية ، وقيل إن لفظة { فَوْقَ } زائدة ، وقد أشار له المفسر بقوله : ( يقصد ضرب رقبة الكافر ) إلخ ، فقد أشار المفسر إلى قولين ، وقيل إن فوق باقية على ظرفيتها والمفعول محذوف ، أي فاضربوهم فوق الأعناق ، وقيل إن فوق بمعنى على ، والمفعول محذوف أيضاً ، أي فاضربوهم على الأعناق . قوله : ( أي أطراف اليدين والرجلين ) في المصباح : البنان الأصابع ، وقيل أطرافها ، والواحدة بنانة . قوله : ( إلا دخل في عينيه ) أي وفي فمه وأنفه .