Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 13-16)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { ذٰلِكَ } ( العذاب ) أي من إلقاء الرعب والقتل والأسر ، وقوله : { بِأَنَّهُمْ } الباء سببيه . قوله : ( خالفوا ) { ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } أصل معناها المجانبة ، لأنهم صاروا في شق ، وجانب عن النبي والمؤمنين . قوله : { فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } أي وما نزل بهم في هذا اليوم قليل ، بالنسبة لما ادخر لهم عند الله . قوله : { ذٰلِكُمْ } ( العذاب ) اسم إشارة مبتدأ خبره محذوف قدره المفسر ، وقوله : { فَذُوقُوهُ } لا تعلق له بما قبله من جهة الإعراب . قوله : { وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ } عطف على ذلكم ، أو نصب على المفعول معه . قوله : { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ } خطاب لكل من يحضر القتال . قوله : { زَحْفاً } حال من المفعول به وهو { ٱلَّذِينَ } فهو مؤول بالمشتق ، أي حال كونهم زاحفين . قوله : ( أي مجتمعين ) إلخ ، أي فالمعنى على التشبيه بالزاحفين على أدبارهم في بطء السير ، وذلك لأن الجيش إذا كثروا التحم بعضه ببعض ، يتراءى أن سيره بطيء ، وإن كان في نفس الأمر سريعاً ، وفي المصباح زحف القوم زحفاً من باب نفع . قوله : { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } ويطلق الدبر على مقابل القبل ، ويطلق على الظهر وهو المراد هنا ، والمقصود ملزوم توليه الظهر وهو الانهزام ، فهذا اللفظ استعمل في ملزوم معناه كما أشار المفسر بقوله : ( مهزومين ) و { ٱلأَدْبَارَ } مفعول ثان لتولوهم . وكذا { دُبُرَهُ } مفعول ثان ليولوهم ، وفي الآية تعريض ، حيث ذكر لهم حالة تستهجن من فاعلها في تعبيره بلفظ الدبر دون الظهر . قوله : ( أي يوم لقائهم ) حل معنى ، وإلا فمقتضى التنوين في إذ ، أن يقول : يوم لقيتموهم ، لأنه عوض عن جملة . قوله : { إِلاَّ مُتَحَرِّفاً } في نصبه مع ما عطف عليه وجهان : أحدهما أنه حال ، والثاني أنه مستثنى من ضمير المؤمنين . قوله : ( الفرة ) بفتح الفاء . وهي المرة من الفر ، بمعنى الفرار ، أي الهرب ، وقوله : ( مكيدة ) أي خديعة ومكراً ، قوله : ( وهو يريد الكرة ) أي الرجعة ، لأن الكرة المرة من الرجوع ، والكر الرجوع ، وهذا أحد أبواب الحرب ومكايدها . قوله : { أَوْ مُتَحَيِّزاً } التحيز والتحوز الانضمام ، وأصل تحيز : تحيوز ، اجتمعت الواو والياء ، وسبقت إحدهما بالسكون ، قلت الواو ياء ، وادغمت الياء في الياء قوله : ( يستنجد ) أي يستنصر ويستعين . قوله : { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ } جواب الشرط وهو من ، والباء للملابسة ، أي ملتبساً ومصحوباً بغضب . قوله : { وَمَأْوَاهُ } أي مسكنه ، وفي الآية وعيد عظيم ، ولذلك قيل : إن الفرار أكثر الكبائر بعد الكفر . قوله : ( مخصوص ) أي مقصور ، أي فإن زادت عن الضعف ، كما إذا كان المسلمون ربع الكفار ، فلا يجرم الفرار .