Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 6-10)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يُجَادِلُونَكَ فِي ٱلْحَقِّ } أي يقيمون حجة قبالة حجة ، فليس المراد بالجدال ، الجدال في الباطل . قوله : ( ظهر لهم ) أي تحتم القتال . قوله : { كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى ٱلْمَوْتِ } أي كأنهم مثل من يساق إلى القتال ، وهو ينظر بعينه أسبابه . قوله : ( في كراهتهم له ) هذا هو وجه المشابهة ، وسبب تلك الكراهة قلة عددهم وعددهم ، فقد ورد أنهم كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر ، والكل رجال ، وليس فيهم إلا فرسان . قوله : ( بخلاف النفير ) أي فإنه كثير العدد والعدد . قوله : ( يظهره ) جواب عما يقال إن فيه تحصيل الحاصل ، وكذا يقال في قوله : { وَيُبْطِلَ ٱلْبَاطِلَ } . قوله : { لِيُحِقَّ ٱلْحَقَّ } ليس مكرراً مع ما قبله ، لأن المراد بالأول ، تثبيت ما وعد به في هذه الواقعة من النصرة والظفر بالأعداء ، والمراد بالثاني ، تقوية الدين وإظهار الشريعة مدى الأيام . قوله : { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ } رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ إما خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم فقط ، فيكون الجمع للتعظيم ، أو خطاب للنبي وأصحابه ، روي عن ابن عباس قال : حدثني عمر بن الخطاب قال ، " لما كان يوم بدر ، نظر صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف ، وأصحابه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ، فاستقبل نبي الله القبلة ، ثم مد يديه ، فجعل يهتف بربه يقول : اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم آتني ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض ، فما زال يهتف بربه ماداً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه ، فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله ، كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك " ، فنزلت هذه الآية . قوله : ( تطلبون منه الغوث ) أشار بذلك إلى أن السين والتاء للطلب . قوله : { مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ } ورد أن جبريل نزل بخمسمائة وقاتل بها في يسار الجيش وفيه علي ، ولم يثبت أن الملائكة قاتلت في وقعة إلا في بدر ، وأما في غيرها فكانت تنزل الملائكة لتكثير عدد المسلمين ولا تقاتل . قوله : ( يردف بعضهم بعضاً ) أي يعقبه في المجيء . قوله : ( وعدهم بها أولاً ) أشار بذلك إلى الجمع بين ما هنا وبين ما في آل عمران . وقوله : ( قرىء ) أي شذوذاً . قوله : ( كأفلس ) أي فأبدلت الهمزة الثانية ألفاً . قوله : { إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } أي فلا يتوقف على تهيؤ بعدد ولا عدد .