Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 17-18)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } نزلت هذه الآية لما افتخر المسلمون بعد رجوعهم من بدر ، فكان الواحد منهم يقول : أنا قتلت كذا ، أسرت كذا ، فعلمهم الله الأدب بقوله : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } إلخ ، والفاء واقعة في جواب شرط مقدر ، أي افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم . قوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ } قرىء بتشديد لكن وتخفيفها ، فعلى التخفيف تكون مهملة ، ولفظ الجلالة مرفوع على الابتداء ، وعلى التشديد تكون عاملة عمل إن ، ولفظ الجلالة منصوب على أنه اسمها ، وهما قراءتان سبعيتان . قوله : { وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ } ظاهرة التناقض ، حيث جمع بين النفي والإثبات ، والجواب أن المنفي الرمي ، بمعنى إيصال الحصى لأعينهم ، والمثبت فعل الرمي ، كما أشار لهذا الجواب المفسر بقوله : ( بإيصال ذلك اليهم ) . قوله : { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ } في القراءتان المتقدمتان ، وقد علمت أن حكمة قوله تعالى : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ } التأديب لبعض المؤمنين ، وأما حكمة قوله تعالى : { وَمَا رَمَيْتَ } إثبات أنه معجزة من الله لنبيه ، لتذكر من جملة معجزاته التي أمر بالتحدث بها ، قال تعالى : { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ } [ الضحى : 11 ] ، وقال البوصيري : @ ورمى بالحصى فأقصد جيشاً ما الحصا عنده وما الإلقاء @@ قوله : ( فعل ) أي الله ذلك ، أي القتل والرمي ، وقوله : ( ليقهر ) إلخ قدره ليعطف عليه { وَلِيُبْلِيَ } . قوله : ( عطاء ) أي فالمراد من الإبلاء الإعطاء ، فهو إبلاء بخير لا بشر ، فإن البلاء يقع على النعمة وعلى المحنة لأن أصله الاختيار ، وذلك كما يكون بالمحنة لإظهار الصبر ، يكون بالنعمة لإظهار الشكر . قوله : { ذٰلِكُمْ } مبتدأ خبره محذوف ، قدره المفسر بقوله : ( حق ) ، وقوله : { وَأَنَّ ٱللَّهَ } يجوز أن يكون معطوفاً على { ذٰلِكُمْ } فيكون في محل رفع بالابتداء ، وخبره محذوف أيضاً ، والمعنى ذلكم الإبلاء للمؤمنين حق ، وتوهين كيد الكافرين حق و { مُوهِنُ } بفتح الواو وتشديد الهاء والتنوين ، فكيد منصوب على المفعولية به ، ويقرأ بسكون الواو ، وتخفيف الهاء من أوهن ، كأكرم ، منوناً أو مضافاً ، إلى كيد ، فالقراءات ثلاث ، وكلها سبعية . قوله : ( أيها الكفار ) أي فهو خطاب لأهل مكة على سبيل التهكم ، لأنهم الذين وقع بهم الهلاك ، والفتح وقع لغيرهم . قوله : ( أي القضاء ) أي الحكم بينكم وبين محمد ، بنصر المحق وخذلان المبطل . قوله : ( حيث قال أبو جهل ) أي وغيره من قريش ، حين أرادوا الخروج إلى بدر ، وتعلقوا بأستار الكعبة ، ودعوا بما ذكره المفسر . قوله : ( أينا ) أي الفريقين ، يعني نفسه ومن معه ، ومحمداً ومن معه ، وهو يزعم أن محمداً هو القاطع للرحم ، حيث خرج من بلده وترك أقاربه . قوله : ( فأحنه الغداة ) الحين ، بالفتح الهلاك ، حان الرجل : هلك ، وأحانه الله ، أهلكه ، والغداة ظرف للحين أي أهلكه فيما يستقبل . قوله : ( وفتحها على تقدير اللام ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، أي واللام المقدرة للتعليل .