Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 19-23)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ } أي دوموا على طاعته وعلى عدم التولي يدم لكم العز الذي حصل ببدر . قوله : { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ } إلخ نزلت في جماعة من بني عبد الدار بن قصي ، كانوا يقولون : نحن صم بكم عمي عما جاء به محمد ، وتوجهوا مع أبي جهل حاملين اللواء لقتال النبي وأصحابه ببدر ، فقتلوا جميعاً ، ولم يسلم منهم إلا اثنان ، مصعب بن عمير ، وسبيط بن حرملة ، والدواب في اللغة ما دب على وجه الأرض ، عاقلاً أو غيره ، وفي العرف ، مخصوص بالخيل والبغال والحمير ، وفي الآية غاية الذم لهم ، بأنهم أشر من الكلب والخنزير والحمير . قوله : { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً } هذا تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم على عدم إيمانهم ، ولو حرف امتناع لامتناع ، والمعنى امتنع سماعهم الخير ، سماع سماع تفهم لامتناع علم الخير فيهم . قوله : { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ } هذا ترق في التسلية ، والمعنى لو فرض أن الله أسمعهم سماع تفهم ، لتولوا وهو معرضون عنه عناداً فلا تحزن على كفرهم ، فإن كفرهم ثابت مطلقاً ، فهموا الحق أولا ، هذا حاصل معنى الآية ، واستشكل ظاهرها بأن الآية دلت على القياس ، حاصلة لو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم ، ولو أسمعهم لتولوا ، ينتج ، لو علم الله فيهم خيراً لتولوا وهو فاسد ، إذ لو علم الله الخير فيهم لآمنوا ولم يكفروا ، وأجيب بجوابين ، الأول : أن الحد المكرر لم يتحد معنى ، وشرط الإنتاج اتحاده معنى ، لأن المراد بالإسماع الأول الموجب للفهم والإذعان ، والإسماع الثاني للفهم من غير إذعان . الثاني : أن الكلام تم عند قوله : { لأَسْمَعَهُمْ } وقوله : { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ } ترق في التشنيع عليهم ، فالمعنى هو لم يؤمنوا ولم ينقادوا عند التفهم على فرض حصوله ، فعدم إيمانهم عند عدمه أولوي ، نظير لو لم يخف الله لم يعصه ، ولكن توليهم عند ظهور الحق عناد وجحود ، وعند عدمه جهل .