Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 26-26)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَٱذْكُرُوۤاْ } خطاب للنبي وأصحابه ، نزلت بعد غزوة بدر . قوله : { مُّسْتَضْعَفُونَ } أي مظهرون الضعف لعدم أمركم بالقتال . قوله : ( الغنائم ) أي فلما هاجروا وأمروا بالقتال ، تركوا التجارة وصار رزقهم من الغنائم ، وفي الحديث : " جعل رزقي تحت ظل رمحي " قوله : { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي فتزدادوا من النعم ، لأن بالشكر تزداد النعم ، قال تعالى : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } [ إبراهيم : 7 ] . قوله : ( ونزل في أبي لبابة ) اسمه مروان كما في بعض النسخ ، وقيل رفاعة . قوله : ( وقد بعثه ) إلخ حاصل قصته : " أن رسول الله حاصر قريظة خمساً وعشرين ليلة ، وقيل خمسة عشر ، وقيل بضعة عشر يوماً ، فلما اشتد عليهم الأمر ، قام عليهم رئيسهم كعب بن أسد ، وعرض عليهم الإيمان ، فقال : يا معشر اليهود ، قد نزل بكم من الأمر ما ترون ، وإني أعرض عليكم خصالاً ثلاثاً ، فخذوا أيها شئتم ، قالوا : وما هي ؟ قال : نتابع هذا الرجل ونصدقه ، فوالله لقد تبين أنه نبي مرسل ، وأنه الذي تجدونه في كتابكم ، فتأمنون على دمائكم وأموالكم وأبنائكم ونسائكم ، فأبوا ، فقال : هلم نقتل أبناءنا ونسائنا ، ثم نخرج إلى محمد وأصحابه ، رجالاً مجردين السيوف من أغمادها ، ولم نترك وراءنا ثقلاً ، حتى يحكم الله بيننا وبين محمد ، فقالوا : أي عيش لنا بعد أبنائنا ونسائنا ؟ فقال : إن هذه الليلة ليلة السبت ، وعسى أن يكون محمد وأصحابه قد أمنونا فيها ، فانزلوا لعلنا نصيب منهم غزوة ، فقالوا : نفسد سبتنا ، وقد علمت مسخ من خالف السبت ، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابعث لنا أبا لبابة نستثيره في أمرنا فأرسله إليهم ، فلما رأوه قام إليه الرجال ، وفزع النساء والصبيان يبكون في وجهه ، فرق لهم ، وقالوا : يا أبا لبابة ، أترى أن ننزل على حكم محمد ؟ قال نعم ، وأشار بيده إلى حلقه إنه الذبح ، فقال أبو لبابة : فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني خنت الله ورسوله ، ثم انطلق وسلك طريقاً أخرى ، فلم يأتِ رسول الله حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده وقال : لا أبرح من مكاني هذا حتى يتوب الله علي مما صنعت ، فلما بلغ خبره رسول الله وقد استبطأه قال : أما جاءني لاستغفرت له ، وأما إذا فعل ما فعل ، فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه ، فأقام أبو لبابة مرتبطاً بالجذع ست ليال ، وقيل بضعة عشر ليلة ، حتى ذهب سمعه وكاد يذهب بصره ، وكانت امرأته تأتيه في وقت كل صلاة ، فتحله للصلاة ثم تربطه ، ثم نزلت توبته في بيت أم سلمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم سحراً ، فقام يضحك ، فقالت أم سلمة : مم تضحك أضحك الله سنك ؟ قال : تِيب على أبي لبابة ، قالت : أفلا أبشره ، يا رسول الله ؟ قال : بلى إن شئت ، فقامت على باب حجرتها ، وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب ، فقالت : يا أبا لبابة أبشر فقد تاب الله عليك ، فتسارع إليه الناس ليطلقوه ، فقال لا والله حتى يكون رسول الله هو الذي يطلقني بيده ، فلما أصبح الصبح أطلقه فلما اشتد الحصار على بني قريظة ، أطاعوا وانقادوا أن ينزلوا على حكم رسول الله ، فحكم فيهم سعد بن معاذ وكان في خيمة في المسجد الشريف لآمرأة من أسلم يقال لها رفيدة ، وكانت تداوي الجرحى حسبة ، فأتي به ، فلما حضر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا لسيدكم ، فقاموا إليه ، فقالوا : إن رسول الله ولاك أمر مواليك لتحكم فيهم ، فقال سعد : إني أحكم فيهم أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبي الذراري والنساء ، فقال عليه الصلاة والسلام : لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة " ، والرقيع السماء ، ففعل بهم كما قال سعد .