Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 35-38)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِلاَّ مُكَآءً } استثناء من الصلاة على حسب زعمهم ، حيث أن المكاء والتصدية من جنس الصلاة ، فالإستثناء زيادة في التشنيع عليهم . قوله : ( صفيراً ) أي فكان الواحد منهم يشبك اصابع إحدى كفيه بأصابع الأخرى ويضمها وينفخ فيهما ، فيظهر من ذلك صوت . قوله : ( تصفيقاً ) أي ضرباً بأحدى اليدين على الأخرى . قوله : ( أي جعلوا ذلك ) إلخ ، جواب عما يقال : إن المكاء والتصدية ليسا من جنس الصلاة ، فكيف يصح استثناؤهما منها ؟ فأجاب بأنهم كانوا يعتقدون أنهما من جنسها ، فجرى الاستثناء على معتقدهم ، كانوا يفعلون ذلك حين يشتغل النبي والمؤمنون بالصلاة وقراءة القرآن ، كما حكى الله عنهم بقوله : { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَسْمَعُواْ لِهَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ وَٱلْغَوْاْ فِيهِ } [ فصلت : 26 ] . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } نزلت في كفار مكة ، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فإن المشاهد في الكفار ذلك إلى يوم القيامة . قوله : { فَسَيُنفِقُونَهَا } أي يعلمون عاقبة إنفاقها . قوله : { ثُمَّ تَكُونُ } ( في عاقبة الأمر ) أي وهي عدم وصولهم لمقصودهم . قوله : { ثُمَّ يُغْلَبُونَ } التعبير بثم إشارة إلى أنهم يمهلون استدراجاً لهم ، وزيادة حسرة لهم في العاقبة . قوله : ( بالتخفيف والتشديد ) أي فهما قراءتان سبعيتان . قوله : { جَمِيعاً } إما حال من الهاء في { فَيَرْكُمَهُ } أو توكيدها لها . قوله : ( يجمعه متراكماً بعضه على بعض ) ظاهر الآية أن هذا الجمع قبل دخولهم النار ، وحينئذ فيكون بياناً لحالهم في الموقف كما تقدم أنه يكون سبعون الف قدم على قدم . قوله : { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } أي الخائبون في الدنيا وفي الآخرة . قوله : { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغ الكفار ما ذكر . قوله : ( كأبي سفيان وأصحابه ) إنما خصهم لأنهم هم الباقون من كفار مكة ، لأن الآية نزلت بعد بدر ، وفيها قتل من قتل من صناديدهم ، وبقي من بقي ، فالخطاب لمن بقي . قوله : { إِن يَنتَهُواْ } ( عن الكفر ) أي بأن ينطقوا بالشهادتين صادقين مصدقين ، فكلمة التوحيد سبب للانتقال من ديوان الأشقياء لديوان السعداء إذا علمت أن هذا الفضل لمن سبق له الكفر ، فما بلك بمن لم يسبق له الكفر وعاش مؤمناً ومات كذلك ، قال السنوسي : فعلى العاقل أن يكثر من ذكرها مستحضراً لما احتوت عليه المعاني ، حتى تمتزج مع معناها بلحمه ودمه ، فإنه يرى لها من الأسرار والعجائب ما لا يدخل تحت حصر . قوله : ( من أعمالهم ) أي السيئة وأعظمها الكفر . قوله : { وَإِنْ يَعُودُواْ } وأصل العود الرجوع عن الشيء بعد التلبس به ، وحينئذ فيكون المعنى وإن يرتدوا عن الإسلام بعد تلبسهم به ، ويصح أن يفسر العود بالاستمرار على الكفر . قوله : { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } أي كعاد وثمود وقوم لوط وغيرهم ممن هلك ، إن قلت : إن هؤلاء قد أصابهم الهلاك العام ، وأما أمة محمد صلى الله عليه وسلم فمحفوظة منه . وأجيب : بأن التشبيه في مطلق هلاك ، وإن كان ما سبق عاماً وهذا خاص ، والأقرب أن يراد بالأولين من سبق قبلهم من أولاد عمهم وأقاربهم ممن قتل ببدر ، وجملة { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } تعليل لمحذوف ولا يصلح للجواب ، وتقدير الجواب : إن يعودوا نهلكهم كما أهلكنا الأولين .