Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 80, Ayat: 8-23)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ } أي يسرع ويمشي في طلب الخير . قوله : ( وهو الأعمى ) تفسير لمن . قوله : ( أي تتشاغل ) أي بدعاء قرش إلى الإسلام ، وهذا الشغل وإن كان واجباً عليه ، إلا أنه عوتب نظراً للحقيقة كما علمت . قوله : ( لا تفعل مثل ذلك ) روي أنه ما عبس بعد ذلك في وجه فقير قط ، ولا تصدى لغني ، قوله : { ذَكَرَهُ } أي التذكرة ، وذكر الضمير لأن التذكرة بمعنى التذكر والوعظ . قوله : { فَي صُحُفٍ } أي مثبتة في صحف مع الملائكة ، منقولة من اللوح المحفوظ ، قال المفسرون : إن القرآن أنزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في ليلة القدر ، أملاه جبريل على ملائكة السماء الدنيا فكتبوه كله ، وبقيت تلك الصحيفة عندهم ، فصار جبريل ينزل منها بالآية والآيتين على النبي عليه الصلاة والسلام ، حتى استكمل انزال القرآن في ثلاث وعشرين سنة . قوله : ( وما قبله اعتراض ) أي بين الخبرين . قوله : { سَفَرَةٍ } جمع سافر ، وكاتب وزناً ومعنى . قوله : { كِرَامٍ } أي مكرمين معظمين عند الله . قوله : ( لعن الكافر ) أي طرد عن رحمة الله ، وفيه إشارة إلى أن المراد بالإنسان الكافر ، لا كل إنسان ، قوله : { مَآ أَكْفَرَهُ } تعجب من إفراط كفره ، مع كثرة احسان الله عليه ، وفي الآية اشكال من وجهين ، الأول : إن قوله : { قُتِلَ ٱلإِنسَانُ } يوهم الدعاء وهو إنما يكون من العاجز ، فكيف يليق ذلك بالقادر على كل شيء ؟ الثاني : أن التعجب استعظام أمر خفي سببه ، وهذا المعنى محال على الله تعالى ، إذ هو العالم بالأشياء اجمالاً وتفصيلاً . أجيب : بأن هذا الكلام جار على أسلوب العرب ، لبيان استحقاقه لأعظم العقاب ، حيث أتى بأعظم القبائح كقولهم : إذ تعجبوا من شيء قاتله الله ما اخبثه . وأجيب أيضاً : بأن الأول ليس دعاء ، بل هو اخبار من الله بأنه طرده عن رحمته ، والثاني أنه ليس تعجباً ، بل استفهام توبيخ ، وعليه درج المفسر ، فهما تقريران . قوله : ( أي ما حمله على الكفر ) أي أي شيء دعاه إليه . قوله : ( استفهام تقرير ) أي وتحقير لحقارة النطفة التي هي أصله ، ولذا قال بعضهم : ما لابن آدم والفخر ، أوله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة ، وهو بينهما حامل للعذرة . قوله : ( ثم بينه ) أي الشيء المخلوق هو منه . قوله : { فَقَدَّرَهُ } أي قدر أطواره ، وهو تفصيل لما أجمل في قوله : { مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ } . قوله : { ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ } منصوب على الاشتغال بفعل يفسره المذكور ، ولم يقل ثم سبيله بالإضافة إلى ضميره ، اشعاراً بأنه سبيل عام . قوله : ( أي طريق خروجه من بطن أمه ) قال بعضهم : إن رأس المولود في بطن أمه من فوق ورجليه من تحت ، فهو في بطن أمه على الانتصاب ، فإذا جاء وقت خروجه ، انقلب بإلهام من الله تعالى . قوله : { ثُمَّ أَمَاتَهُ } الخ ، عد الإمانة من النعم ، باعتبار أنها وصلة في الجملة للحياة الأبدية والنعيم الدائم . قوله : { فَأَقْبَرَهُ } أي أمر بقبره ، يقال : قبر الميت إذا دفنه بيده ، وأقبره إذ أمر غيره به ، فالقابر هي الدافن باليد ، والمقبر هو الله تعالى لأمر به . قوله : ( جعله في قبر يستره ) أي ولم يجعل ممن يلقى للطيور والسباع اكراماً له . قوله : { ثُمَّ إِذَا شَآءَ } مفعول المشيئة محذوف ، والتقدير : إذا شاء انشاره أنشره . قوله : ( حقاً ) أي فتكون متعلقة بما بعدها أي حقاً ، لم يفعل ما أمره به ربه ، وحينئذ فلا يحسن الوقف على كلا ، ويصح أن تكون حرف ردع وزجر للإنسان ، عما هو عليه من التكبر والتجبر ، قوله : { لَمَّا يَقْضِ } بيان لسبب الردع والزجر . قوله : { لَمَّا يَقْضِ } أي لم يفعل الإنسان من أول مدة تكليفه إلى حين اقباره ما فرضه الله عليه . قوله : { مَآ أَمَرَهُ } ( به ربه ) أشار بذلك إلى أن { مَآ } موصولة بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، والضمير عائد على الإنسان المتقدم ذكره وهو الكافر .