Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 85, Ayat: 8-11)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ } الخ ، أي ما عابوا منهم إلا إيمانهم ، وإنما عبر بالمستقبل مع أن الإيمان وقع منهم في الماضي ، لأن تعذيبهم الإنكار ليس للإيمان الذي وجد منهم في الماضي ، بل لدوامهم عليه في المستقبل ، إذ لو كفروا في المستقبل ، لما عذبوا على ما مضى ، فكأنه قال : إلا أن يستمروا على إيمانهم . قوله : { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } بيان لكونه العزيز الحميد . قوله : { وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فيه وعد وعيد . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ } الخ ، أي حرقوهم بالنار ، يقال : فتنت فلاناً إذا حرقته . قوله : { ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ } أي لم يرجعوا عما هم عليه من الكفر ، وفيه دليل على أنهم إن تابوا وآمنوا قبلهم ، وأخرجهم من هذا الوعيد ، والتعبير بثم إشارة إلى أن التوبة مقبولة ، ولو طال الزمان ما لم تحصل الغرغرة . قوله : { فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ } هو خبر { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ } ودخلت الفاء لما تضمنه المتبدأ من الشرط . قوله : { عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ } من إضافة المسبب للسبب ، أي عذاب سببه احراق المؤمنين . قوله : { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } لما ذكر وعيد الكفار ، أتبعه بذكر ما أعد للمؤمنين . قوله : { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا } أي من تحت قصورها وغرفها ، يتلذذون ببردها في نظير الحر الذي صبروا عليه في الدنيا ، ويزول عنهم برؤية ذلك مع خضرة الجنان جميع المضار والأحزان . قوله : { ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ } اسم الإشارة عائد على ما ذكر من حيازتهم الجنان ، وعبر بالإشارة المفيدة للعبد ، لعلو درجتهم في الفضل والشرف .