Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 14-18)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قَاتِلُوهُمْ } هذا أمر ذكر في جوابه خمسة أمور ، قوله : ( بنوا خزاعة ) يؤخذ من ذلك أنهم مؤمنون إذ ذاك . قوله : { وَيَتُوبُ ٱللَّهُ } بالرفع استئناف ، ولم يجزم لأن التوبة على من يشاء ، ليست جزاء على قتال الكفار . قوله : ( بمعنى همزة الإنكار ) الحق أنها بمعنى بل ، والهمزة معاً كما تقدم له . قوله : { أَن تُتْرَكُواْ } أي يترككم الله من غير قتال . قوله : { وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ } الجملة حالية . قوله : ( علم ظهور ) دفع بذلك ما يقال كيف ينفي علم الله مع أنه متعلق بكل شيء وجد أو لم يوجد . قوله : ( بالإخلاص ) أي مع إخلاص . قوله : { وَلِيجَةً } من الولوج وهو الدخول ، والمعنى بل ظننتم أن تتركوا من غير قتال بمجرد قولكم آمنا ، بل يظهر المجاهد منكم الإخلاص من غيره ، ولم تتخذوا في الله ورسوله ولا المؤمنين شيئاً تدخلونه في قلوبكم ، غير محبة الله ورسوله والمؤمنين . قوله : { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللهِ } إلخ . سبب نزول هذه الآية وما بعدها أن جماعة من رؤساء قريش أسروا يوم بدر ، منهم العباس عم رسول الله ، فأقبل عليهم نفر من أصحاب رسول الله يعيرونهم بالشرك ، وجعل علي بن أبي طالب يوبخ العباس بسبب قتال رسول الله وقطيعة الرحم ، فقال العباس : ما لكم تذكرون مساوينا ، وتكتمون محاسننا ؟ فقيل له : وهل لكم محاسن ؟ قال : نعم ، نحن أفضل منكم ، نعمر المسجد الحرام ، ونحجب الكعبة أي نخدمها ، ونسقي الحجيج ، ونفك العاني . قوله : ( بالإفراد والجمع ) أي فهما قراءتان سبعيتان ، فالإفراد إما على أن المراد بالمسجد الحرام ، أو على أن المسجد اسم جنس ، فيدخل فيه جميع المساجد ، والجمع إما على أن كل بقعة من المسجد الحرام يقال لها مسجد ، أو الجمع باعتبار أنه قبلة لسائر المساجد . قوله : { شَٰهِدِينَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ } قيل : المراد به السجود للأصنام ، لأن كفار قريش كانوا قد نصبوا أصنامهم خارج البيت الحرام عند القواعد ، وكانوا يطوفون بالبيت عراة ، كلما طافوا طوفة سجدوا للأصنام ، فلم يزدادوا بذلك إلا بعداً من الله . قوله : { حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ } أي الحسنة التي افتخروا بها من خدمة المساجد ، وفك الأسير ، وسقاية الحاج ، وغير ذلك . قوله : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ } بالجمع باتفاق السبعة ، وعمارتها تكون ببنائها من المال الحلال والصلاة فيها وغير ذلك . قوله : { أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ } أي أن يحشروا في زمرتهم يوم القيامة .