Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 19-22)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ ٱلْحَاجِّ } رد على العباس وغيره كما يأتي للمفسر ، حيث افتخروا بذلك وقالوا إن هذا شرف لا يضاهى ، والسقاية في الأصل هي المحل الذي يجعل في الشراب في الموسم ، كانوا ينبذون الزبيب في ماء زمزم ويسقونه الناس أيام الحج ، وكان الفاعل لذلك العباس في الجاهلية ، واستمرت معه السقاية في الإسلام ، فهي لآل العباس أبداً . قوله : ( أي أهل ذلك ) أشار بذلك إلى أن في الكلام حذف مضاف ، والتقدير أجعلتم أهل سقاية الحاج إلخ ، وقد دفع بذلك ما يقال : كيف يشبه المعنى ، وهو السقاية بالذات ، وهو من آمن . قوله : { لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ ٱللَّهِ } ( في الفضل ) أي الأخروي ، لأن فضل أهل السقاية والعمارة دنيوي . قوله : ( أو غيره ) أو بمعنى الواو ، لأن أهل مكة كانوا يفتخرون بذلك ، ويزعمون أن هذا فخر لا يضاهى . قوله : { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أي اتصفوا بالإيمان ، وما عطف عليه وهو الهجرة والجهاد . قوله : ( من غيرهم ) يدخل فيه أهل السقاية والعمارة من الكفار ، فمقتضاه أن لهم درجة لكنها ليست أعظم ، والجواب : أن ذلك إما باعتبار ما يعتقدونه من أن لهم درجة ورتبة ، أو اسم التفضيل باعتبار المؤمنين الذين لم يستكملوا الأوصاف الثلاثة . قوله : { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَائِزُونَ } أي الكاملون في الفوز ، بالنسبة للمؤمن الذي لم يستكمل الأوصاف الثلاثة ، أو المراد الذي لهم أصل الفوز بالنسبة لأهل السقاية والعمارة . قوله : { يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ } إلخ . ذكر الله سبحانه وتعالى ثلاثة أشياء ، جزاء على الصفات الثلاثة ، فالرحمة في مقابلة الإيمان لتوقف الرحمة عليه ، والرضوان في مقابلة الجهاد ، لأنه بذل الأموال والأنفس في مرضاة الله ، والرضوان نهاية الإحسان ، فكان في مقابلته ، والجنة في مقابلة الهجرة ، لأن الهجرة ترك الأوطان ، فبدلوا وطناً في الآخرة أعلى وأجل مما تركوه ، وإنما قدمت الرحمة والرضوان ، إشارة إلى أنهما يكونان في الدنيا والآخرة ، وأخرت الجنة إشارة إلى أنه مختصة بالآخرة ، ولأنها آخر العطايا . قوله : ( حال مقدرة ) أي لأنهم حين الدخول ليسوا خالدين ، وإنما هم منتظرون . قوله : ( ونزل فيمن ترك الهجرة ) قال ابن عباس : لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالهجرة إلى المدينة ، فمنهم من تعلق به أهله وأولاده يقولون : ننشدكم بالله أن لا تضيعنا ، فيرق لهم فيقيم عليهم ويدع الهجرة ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .