Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 25-27)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ } الخطاب للنبي وأصحابه ، بتعداد النعم عليهم . قوله : فِي مَوَاطِنَ جمع موطن كمواعد وموعد ، ويرادفه الوطن وهو محل السكنى . قوله : ( وقريظة والنضير ) الكلام على حذف مضاف ، أي وموطن قريظة وموطن النضير . قوله : { وَيَوْمَ حُنَيْنٍ } ظرف لمحذوف قدره المفسر بقوله : ( اذكر ) وقيل معطوف على { مَوَاطِنَ } من عطف ظرف الزمان على ظرف المكان ، ورد بأنه يقتضي أن قوله : { إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ } يرجع لقوله : { مَوَاطِنَ } أيضاً لأنه بدل من يوم حنين ، ولا يصح ذلك ، أن كثرتهم لم تعجبهم في جميع تلك المواطن ، بل في خصوص حنين ، فتعين ما قدره المفسر ، قوله : ( واد بني مكة والطائف ) أي وبينهما ثمانية عشر ميلاً ، وفي بعض العبارات ثلاث ليال . قوله ( هوازن ) أي وهم قبيلة حليمة السعدية . قوله : ( سنة ثمان ) أي من الهجرة ، وهي سنة فتح مكة ، لأن مكة فتحت في رمضان ، وغزوة هوازن في شوال عقبه . قوله : ( من قلة ) أي من عدد قليل . قوله : ( وكانوا اثني عشر ألفاً ) عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار . وألفان من الذين أسلموا في مكة بعد فتحها . قوله : ( والكفار أربعة آلاف ) الذي في شرح المواهب أنهم أكثر من عشرين ألفاً . قوله : { فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً } أي لم تنفعكم ولم تدفع عنكم شيئاً . قوله : ( أي مع رحبها ) أشار بذلك إلى أن الباء بمعنى مع ، والجملة حال أي متلبسة برحبها ، والرحب بالضم السعة ، وبالفتح الواسع . قوله : ( وليس معه غير العباس ) أي وقد كان آخذاً بلجام بغلته . قوله : ( وأبو سفيان ) أي ابن الحرث بن عبد المطلب . وقد أسلم هو والعباس يوم الفتح ، وفي بعض السير : أن الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين مائة وثلاثة وثلاثون من المهاجرين ، وستة وستون من الأنصار ، ويجمع بين ما قاله المفسر وغيره بأنه لم يبق متصلاً بالبغلة إلا اثنان ، والباقون مشتغلون بالحرب لم يفروا . قوله : ( فردوا ) أي رجعوا جميعاً كالفصيل الضال عن أمه إذا وجدها . قوله : ( لما ناداهم العباس ) أي وكان صيتاً يسمع صوته من نحو ثمانية أميال . قوله : { لَّمْ تَرَوْهَا } قيل كانوا خمسة آلاف ، وقيل ستة عشر الفاً ولم يقاتلوا ، بل نزلزا لتقوية قلوب المسلمين ، وروي " عن رجل كان في المشركين يوم حنين قال : لما التقينا نحن وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين ، لم يقوموا لنا حلب شاة ، فما القيناهم جعلنا نسوقهم في آثارهم ، حتى انتهينا إلى صاحب البغلة البيضاء ، فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فتلقانا عنده رجال بيض الوجوه حسان ، فقالوا لنا : شاهت الوجوه ارجعوا ، قال : فانهزمنا وركبوا أكتافنا " ، وروي " أن الملائكة الذين نزلزا يوم حنين ، عليهم عمائم حمر ، راكبين خيلاً بلقاً " قوله : ( بالقتل ) أي لبعضهم وهو أكثر من سبعين . قوله : ( والأسر ) أي للنساء والذراري وكانوا ستة آلاف ، ولم تقع غنيمة أعظم منها ، فقد كان فيها من الإبل اثنا عشر الفاً ، وقيل أربعة وعشرون ألفاً ، ومن الغنم ما لا يحصى ، وكان فيها غير ذلك ، ولما هزمهم قصد إلى الطائف ، وأمر بجعل الغنائم في الجعرانة حتى يأتي إليهم ، " فلما رجع صلى الله عليه وسلم من الطائف ، انتظر هوازن بضعة عشر يوماً ، ليقدموا عليه مسلمين ، ثم أخذ في قسمة الغنائم ، وكان في السبي اخت رسول الله من الرضاع ، وهي بنت حليمة السعدية ، فأطلقها رسول الله واكرمها وردها لقومها ، فأخبرتهم بما وقع لها من رسول الله من الإكرام ، فكان ذلك باعثاً على إسلامهم ، أتى منهم جماعة وقالوا : يا رسول الله ، أنت خير الناس وأبرهم ، فأردد علينا أموالنا وأهلينا ، قال لهم : أن خير القول أصدقه ، اختاروا إما أموالكم ، وإما ذراريكم ونساءكم ، قالوا : ما كنا نعدل بالأحسان شيئاً ، فقال لهم : أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم ، وأما ما كان لغيرهم فسأطلب فيه معروفهم ، ثم قال لهم : إذا أنا صليت فتقدموا إلي وأخبروني بذلك ، ففعلوا كما أمروا ، فقال صلى الله عليه وسلم : من طابت نفسه بشيء أن يرده فليفعل " ، فقالا : رضينا بذلك وسلموه الأموال والأسارى .