Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 40-42)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِلاَّ تَنصُرُوهُ } شرط حذف جوابه تقديره فسينصره الله ، وأما قوله : { فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } فتعليل للجواب ، ولا يصلح أن يكون جواباً لأنه ماض ، وقوله : { إِذْ أَخْرَجَهُ } ظرف لقوله : { نَصَرَهُ } وهذا خطاب لمن تثاقل عن تلك الغزوة . قوله : ( بدار الندوة ) تقدم إيضاح ذلك في سورة الأنفال في قوله تعالى : { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الأنفال : 30 ] إلخ . قوله : ( حال ) أي من الهاء في { أَخْرَجَهُ } والتقدير : إذ أخرجه الذين كفروا ، حال كونه منفرداً عن جميع الناس إلا أبا بكر . قوله : ( بدل من إذ قبله ) أي بدل بعض من كل ، لأن الإخراج زمنه ممتد ، فيصدق على زمن استقرارهما في الغار ، وإلا فزمن الإخراج مباين لزمن حصلهما في الغار ، لأن بين الغار ومكة مسيرة ساعة . قوله : { لاَ تَحْزَنْ } أي لا تهتم ، وكان حزن الصديق على رسول الله لا على نفسه ، ورد أنه قال له : إذا مت فأنا رجل واحد ، وإذا مت أنت ، هلكت الأمة والدين . قوله : { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } أي معية معنوية خاصة . قوله : ( قيل على النبي ) أي فيكون المراد ، زاده سكينة وطمأنينة حتى عمت أبا بكر ، وإلا فرسول الله لم يسبق له انزعاج ، لمزيد ثقته بربه . قوله : ( وقيل على أبي بكر ) أي لأنه هو المنزعج . قوله : ( ملائكة في الغار ) أي يحرسونه من أعدائه . قوله : ( ومواطن قتاله ) الواو بمعنى أو ، لأنه تفسير ثان . قوله : ( أي دعوة الشرك ) أي دعواة أهل الشرك الناس إليه ، أو المراد عقيدة أهل الشرك . قوله : { وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا } القراء السبعة على الرفع مبتدأ ، وهي إما ضمير فصل ، أو مبتدأ ثان ، والعليا إما خبر عن كلمة ، أو عن الضمير ، والجملة خبر كلمة وقرىء شذوذاً بالنصب ، معطوفاً على مفعول { وَجَعَلَ } . قوله : { ٱنْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً } ذكر المفسر في معنى ذلك ثلاثة أقوال ، وهي من جملة أقوال كثيرة ذكرها المفسرون ، فقيل الخفيف الذي لا ضيعة له ، والثقيل الذي له الضيعة ، وقيل الخفيف الشاب ، والثقيل الشيخ ، وقيل غير ذلك من الأحوال ، أي انفروا على أي حال كنتم عليه ، وهذا الحكم باق ، إذا تعين الجهال بأن فجأ العدو ، وأما في حال كونه فرض كفاءة ، فليس حكم العموم باقياً ، بل منسوخ إما بآية { وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً } [ التوبة : 122 ] أو بآية { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ } [ التوبة : 91 ] إلخ . قوله : ( نشاطاً ) بكسر النون جمع نشيط ، ككرام وكريم . قوله : ( وهي منسوخة ) أي على القولين الأخيرين ، لا على الأول فهي محكمة . قوله : ( أنه خير ) مفعول { تَعْلَمُونَ } . قوله : ( فلا تثاقلوا ) جواب الشرط . قوله : ( في المنافقين ) أي كعبد الله بن أبي وأضرابه . قوله : ( متاعاً من الدنيا ) سمي عرضاً لسرعة زواله كالعرض . قوله : ( المسافة ) أي التي تقطع بالمشقة ، فهي مشتقة من المشقة . قوله : { وَسَيَحْلِفُونَ } هذا إخبار من الله بالغيب ، فإن هذه الآية نزلت قبل رجوعه من تبوك . قوله : { لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ } هذه الجملة سدت مسد جواب القسم والشرط . قوله : { يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ } هذا مرتب على قوله : { وَسَيَحْلِفُونَ } المعنى يزدادون بها هلاكاً لأنهم هالكون بالكفر ، ويزيدون هلاكاً باليمين الكاذبة ، لما في الحديث : " اليمين الفاجرة تدع الديار بلاقع " قوله : ( الجماعة ) أي من المنافقين . قوله : ( باجتهاد منه ) هذا أحد قولين ، والآخر أنه لا يجتهد ، والحاصل أنه اختلف هل يجوز على النبي الاجتهاد في غير الأحكام التكليفية الصادرة من الله تعالى ، أو لا يجوز ؟ والصحيح الأول ، ولكنه في اجتهاده دائماً مصيب ، وعتاب الله له إنما هو على فعل أمر مباح له ، فهو من باب حسنات الأبرار ، سيئات المقربين ، لا على وزر فعله ، ، فاعتقاد ذلك كفر .