Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 43-46)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ } أي عن هذا الأمر الذي فعلته . قوله : { لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } اللام الأولى للتعليل ، والثانية للتبليغ ، وكلاهما متعلق بأذنت ، فلم يلزم عليه تعلق حرفي جر متحدي اللفظ والمعنى بعامل واحد ، والمعنى لأي شيء أذنت لهم في التخلف عن الجهاد . قوله : ( وهلا تركتهم ) قدره إشاره إلى أن قوله : { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ } ، غاية ذلك المحذوف . قوله : { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ } أي لا يليق منهم ، وليس من عادتهم الاستئذان في الواجب عليهم ، بل الخالص في الإيمان ، يبادر إليه من غير توقف ، فحيث وقع من هؤلاء الاستئذان ، كان دليلاً على نفاقهم . قوله : ( في التخلف ) أي من غير عذر . قوله : { وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } إنما أسند الريب للقلب ، لأنه محله ، كما أنه محل الإيمان والمعرفة . قوله : { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ } إلخ ، هذا تسلية له صلى الله عليه وسلم على عدم خروج المنافقين معه ، إذ لا فائدة فيه ولا مصلحة ، وعتاب الله على الأذن لهم في التخلف ، إنما هو لأجل إظهار حالهم وفضيحتهم ، كأن الله يقول لنبيه : كان الأولى لك عدم الإذن لهم في التخلف ليظهر حالهم ، فإن القرائن دالة على أنهم لا يريدون الخروج لعدم التأهب له . قوله : { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ } استدراك على قوله : { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } لأنه في معنى النفي ، فهو استدارك على ما يتوهم ثبوته ، وهو محبة الله منهم الخروج ، والمعنى لو أرادوا الخروج لأعدوا ، ولكن لم يريدوه لكراهة الله انبعاثهم ، لما فيه من المفاسد ، فلم يعدوا له عدة ، وهذا أحسن ما يقال : قوله : ( أي قدر الله تعالى ذلك ) جواب عما يقال : حيث أمرهم الله بالقعود ، كان قعودهم محموداً لا مذموماً ، فأجاب بأنه ليس المراد بالقول حقيقته ، بل المراد به الإرادة والتقدير . وأجيب أيضاً بأن القائل الشيخان وهو يأمر بالفحشاء والمنكر ، وأجيب أيضاً : بأن القائل الله حقيقة والقول على حقيقته ، وهو أمر تهديد على حد : اعملوا ما شئتم .