Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 47-49)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } هذا بيان للمفاسد التي تترتب على خروجهم . إن قلت : إن مقتضى العتاب المتقدم أن خروجهم فيه مصلحة ، ومقتضى ما هنا أن خروجهم مفسدة ، فكيف الجمع بينهما ؟ أجيب بأن خروجهم مفسدة عظيمة ، وعتاب الله لنبيه ، إنما هو على عدم التأني ، حتى يظهر نفاقهم وفضيحتهم ، وليس في خروجهم مصلحة أصلاً ، كما علمت . قوله : { مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } يصح أن يكون استثناء منقطعاً ، والمعنى ما زادوكم قوة ولكن خبالاً أو متصلاً من عموم الأحوال ، والمعنى ما زادوكم شيئاً أصلاً إلا خبالاً . قوله : { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ } الإيضاع في الأصل سرعة سير البعير ، ثم استعير الإيضاع لسرعة الإفساد ، ففي الكلام استعارة تبعية ، حيث شبه سرعة الإفساد بسرعة سير الركائب ، ثم اشتق منه أوضعوا بمعنى أسرعوا ، وفي الخلال استعارة مكنية ، حيث شبه الخلال بركائب تسرع في السير ، وطوى ذكر المشبه به ، ورمز له بشيء من لوازمه ، وهو أوضعوا بمعنى أسرعوا فإثباته تخييل . قوله : { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } حال من فاعل أوضعوا ، والتقدير طالبين لكم الفتنة . قوله : { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } يحتمل أن يكون المراد جواسيس منهم يتسمعون لهم الأخبار منكم ، ويحتمل أن يكون الضمير في فيكم ، عائداً على المؤمنين ، والمعنى أن في المؤمنين ضعفاء قلوب ، يصغون إلى قول المنافقين بالتخذيل والإفساد ، لظنهم صحة إيمانهم . قوله : { مِن قَبْلُ } أي قبل هذه الغزوة ، كالواقع من المنافقين في أحد وفي الأحزاب . قوله : { حَتَّىٰ جَآءَ ٱلْحَقُّ } أي استمروا على تقليب الأمور حتى إلخ . قوله : ( وهو الجد بن قيس ) وهو منافق عنيد ، حتى أنه من قباحته امتنع من مبايعة رسول الله تحت الشجرة في بيعة الرضوان ، واختفى تحت بطن ناقته . قوله : ( في جلاد بني الأصفر ) أي ضربهم بالسيوف ، وفي نسخة جهاد ، وهي ظاهرة ، وبنو الأصفر هم ملوك الروم ، أولاد الأصفر بن روم بن عيص بن إسحاق . قوله : ( وقرىء سقط ) أي بالإفراد مراعاة للفظ من ، والضمير عائد على الجد بن قيس ، وهي شاذة كما هي قاعدته .