Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 7-10)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : ( أي لا ) { يَكُونُ } أشار بذلك إلى أن الاستفهام للتعجب بمعنى النفي ، وهذا تأكيد لإبطال عهدهم ونقضه في الآية المتقدمة . قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدْتُمْ } يصح أن يكون الاستثناء منقطعاً أو متصلاً ، فعلى الانقطاع يكون الموصول مبتدأ خبره جملة الشرط وهي قوله : { فَمَا ٱسْتَقَامُواْ لَكُمْ } الخ ، وعلى الاتصال يكون الموصول منصوباً على الاستثناء . قوله : ( يوم الحديبية ) اسم مكان بينه وبين مكة سنة فراسخ . قوله : ( وهم قريش المستثنون من قبل ) أي في قوله : { إِلاَّ ٱلَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً } [ التوبة : 4 ] وقد تبع المفسر في ذلك ابن عباس وهو مشكل ، لأن هذه الآيات نزلت في شوال في السنة التاسعة ، وقريش إذ ذاك مسلمون ، لأنها كانت نقضت في السنة السابعة ، وحصل الفتح في الثامنة ، فالصواب كما قال الخازن : إن ذلك محمول على بني ضمرة ، الذين دخلوا في عهد قريش يوم الحديبية مع جملة من القبائل ، فكلهم نقضوا إلا بين ضمرة فلم ينقضوا ، فلذا أمر رسول الله بإتمام عهدهم إلى مدتهم . قوله : ( وما شرطية ) أي بمعنى إن ، ويصح كونها مصدرية ظرفية ، أي فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم . قوله : ( حتى نقضوا بإعانة بني بكر على خزاعة ) هذا مبني على ما فهمه أولاً ، ولو مشى على الصواب لقال : حتى فرغت مدتهم . قوله : { كَيْفَ } ( يكون لهم عهد ) كرر الاستفهام زيادة في التأكيد . قوله : { إِلاَّ } مفعول ليرقبوا ، وجمعه إلال كقداح . قوله : ( قرابة ) وقيل المراد به العهد ، وقيل المراد به الله تعالى ، وقيل الجواز وهو رفع الصوت عند المحالفة ، لأنهم كانوا يفعلون ذلك عند المحالفة ، والأقرب ما قاله المفسر . قوله : ( عهداً ) أي فالعطف للتفسير على تفسير إلال بالعهد . قوله : { يُرْضُونَكُم } هذا بيان لحالهم ، عند عدم الظفر بالمسلمين ، إثر بيان حالهم عند الظفر بهم . قوله : ( وتأبى قلوبهم ) أي تمتنع من الإذعان والوفاء بما أظهروه . قوله : { ٱشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } أي استبدلوا آيات الله بالأعراض الفانية والشهوات الزائلة . قوله : { فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ } أي منعوا الناس من اتباع دين الإسلام والإيمان . قوله : { إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } أي لضلالهم وكفرهم وإضلالهم غيرهم . قوله : { لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ } كرر ذلك لمزيد التشنيع والتقبيح عليهم ، لأن مقام الذم كمقام المدح ، البلاغة في الإطناب .