Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 82-85)
Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً } أي على ما فاتهم من النعيم الدائم ، ورد عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يا أيها الناس ابكوا ، فإن لم تستطيعوا أن تبكوا فتباكوا ، فإن أهل النار يبكون في النار ، حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول ، حتى تنقطع الدموع فتسيل الدماء فتفرغ العيون ، فلو أن سفناً أجريت فيه لجرن " قوله : { جَزَآءً } إما مفعول لأجله ، أو مصدر منصوب بفعل مقدر تقديره يجزون جزاء . قوله : ( خبر عن حالهم ) أي العاجل والآجل ، وإنما جيء به على صورة الأمر ، إشارة إلى أنه لا يتخلف ، لأن الأمر المطاع ما لا يكاد يتخلف عنه المأمور . قوله : { فَإِن رَّجَعَكَ ٱللَّهُ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بعدم جمعهم معه في مشاهد الخير بعد ذلك ، ويؤخذ من ذلك ، أن أهل الفسوق والعصيان ، لا يرافقون ولا يشاورون . قوله : ( ممن تخلف ) بيان للضمير في منهم . قوله : ( من المنافقين ) بيان للطائفة . قوله : { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ } أي وهو الخروج لغزوة تبوك قوله : ( وغيرهم ) أي كالمرضى . قوله : ( على بن أبيّ ) اسمه عبد الله ، وأبي اسم أبيه ، وسلول اسم أمه ، وكان رئيس الخزرج ، وكان له ولد مسلم صالح ، قد دعا النبي ليصلي عليه ، وسأله أن يكفنه في قميصه ففعل ، ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم فيما فعل بعبد الله بن أبي ، فقال صلى الله عليه وسلم : وما يغني عنه قميصي وصلاتي من الله ، والله إني كنت أرجو أن يسلم به ألف من قومه ، ويروى أنه أسلم ألف من قومه لما رأوه يتبرك بقميص النبي صلى الله عليه وسلم . قوله : { مِّنْهُم } صفة لأحد ، وكذا قوله : { مَّاتَ أَبَداً } . قوله : { وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ } أي لا تتول دفنه . قوله : { إِنَّهُمْ كَفَرُواْ } علة لما قبله ، ولما نزلت هذه الآية ، ما صل على منافق ، ولا قام على قبره بعدها . قوله : ( كافرون ) أي وإنما عبر عنهم بالفسق ، إشارة إلى أن الكافر قد يكون عدلاً في دينه ، بخلاف الفاسق ، فأفعاله خبيثة لا ترضي أحداً ، وليس له دين يقر عليه ، فعبر عنهم بالفسق ، بعد التعبير عنهم بالكفر ، إشارة إلى أنهم جمعوا بين الوصفين : الكفر وخسة الطبع . قوله : { وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَأَوْلَـٰدُهُمْ } إلخ ، الحكمة في تكرارها ، المبالغة في التحذير من هذا الشيء الذي وقع الاهتمام به ، وعبر في الآية الأولى بالفاء ، وهنا بالواو ، لأن ما سبق له تعلق بما قبله ، فحسن العطف بخلاف ما هنا ، فلا تعلق له بما قبله ، وأتى بلا فيما تقدم ، وأسقط من هنا اعتناء بنفي الأولاد هناك ، وبيّن هنا أنهم سواء ، وأتى باللام في ليعذبهم هناك ، وبأن هنا ، إشارة إلى أن اللام بمعنى أن ، وليس للتعليل ، وأتى فيما تقدم بالحياة ، وهنا باسقاطها ، إشارة إلى خسة حياة الدنيا ، حيث لا تستحق أن تذكر ، وقال هناك كارهون ، وهنا كافرون ، إشارة إلى أنهم يعلمون كفرهم قبل موتهم ، ويشاهدون الأماكن التي أعدت لهم في نظيره ، فمن حيث تلك المشاهدة تزهق أرواحهم ، وهم كافرون كارهون ، بخلاف المؤمن ، فإنه يشهد مقعده في الجنة ، ولا تخرج روحه إلا وهو كاره للدنيا ، محب للآخرة . قوله : { وَهُمْ كَٰفِرُونَ } الجملة حالية . قوله : ( أي طائفة من القرآن ) أي سواء كانت تلك الطائفة سورة كاملة أو بعضها . قوله : ( ذوو الغنى ) أي السعة من المال ، وقيل الرؤساء ، وخصوا بالذكر لأنهم قادرون على السفر ، وتركوه نفاقاً ، إذ العاجز لا يحتاج لاستئذان .