Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 90, Ayat: 8-10)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } أي يبصر بهما المرئيات ، شققناهما له وهو في ظلمة الرحم ، وقدرنا بياضهما وسوادهما ، وأودعناهما البصر على كيفية تعجز الخلق عن إدراكها . قوله : { وَلِسَاناً } أي يترجم به عما في ضميره . قوله : { وَشَفَتَيْنِ } أي يستر بهما فاه ، ويستعين بهما على النطق والأكل والشرب والنفخ وغير ذلك ، وفي الحديث يقول : " يا ابن آدم إن نازعك لسانك فيما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق ، وإن نازعنك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق ، وإن نازعك فرجك إلى بعض ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق " قوله : ( طريقي الخير والشر ) وصف مكان الخير بالرفعة والنجدية ظاهر ، بخلاف الشر ، فإنه هبوط من ذروة الفطرة إلى حضيض الشقوة ففيه تغليب ، والمعنى : بينا له أن طريق الخير ينجي ، وطريق الشر يردي ، وسلوك الأول ممدوح ، والثاني مذموم ، وهذا قول ابن عباس وابن مسعود ، وقال عكرمة : النجدان الثديان ، أي لأنهما كالطريقين لحياة الولد ورزقه . قوله : ( فهلا ) أشار بذلك إلى أن لا بمعنى هلا للتحضيض وهو أحد احتمالين ، والآخر أنها باقية على أصلها للنفي ، أي لم يشكر على تلك النعم الجليلة بالأعمال الصالحة ، إن قلت : لم أفردت لا ، مع أنها إذا دخلت على ماض تكرر كقوله تعالى : { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ } [ القيامة : 31 ] أجيب : بأنها مكررة في المعنى كأنه قال : فلا فك رقبة ، ولا أطعم مسكيناً .