Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 98, Ayat: 4-5)

Tafsir: Ḥāšīyat aṣ-Ṣāwī ʿalā tafsīr al-Ǧalālayn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } الخ ، تصريح بما أفادته الغاية قبله ، وأفرد أهل الكتاب بالذكر ، بعد الجمع بينهم وبين المشركين ، إشارة لبشاعة حالهم ، لأنهم أشد جرماً ويعلم غيرهم بالطريق الأولى ، وذلك لأنهم لما تفرقوا مع علمهم ، كانوا أسوأ حالاً من الذين تفرقوا مع الجهل . قوله : { وَمَآ أُمِرُوۤاْ } الخ ، الجملة حالية مفيدة لقبح ما فعلوا ، والمعنى : تفرقوا بعدما جاءتهم البينة ، والحال أنهم ما أمروا إلا بعبادة الله الخ . قوله : ( وزيدت اللام ) الأولى أن تجعل بمعنى الباء ، والمعنى : وما أمروا إلا بأن يعبدوا الخ . قوله : { مُخْلِصِينَ } حال من ضمير يعبدوا ، والإخلاص هو صفاء القلب من الأغيار ، بأن يكون مقصوده بالعمل على وجه الله تعالى . قوله : { حُنَفَآءَ } حال ثانية ، والحنف في الأصل الميل مطلقاً ، ثم استعمل في الميل إلى الخير ، وأما الميل إلى الشر فيسمى إلحاداً ، والحنيف المطلق هو الذي يكون متبرئاً عن أصول الملل الخمسة : اليهود والنصارى والصابئين والمجوس والمشركين ، وعن فروعها من جميع الاعتقادات الباطلة وتوابع ذلك ، وهو مقام المتقين ، فإذا ترقى العبد منه إلى ترك الشبهات ، خوف الوقوع في المحرمات ، فهو مقام الورعين ، فإذا زاد حتى ترك بعض المباحاة ، خوف الوقوع في الشبهات ، فهو مقام الأورع والزاهد ، فالآية جامعة لذلك كله . قوله : { وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } عطف على { يَعْبُدُواْ ٱللَّهَ } وخص الصلاة لشرفهما . قوله : { وَذَلِكَ } اسم الإشارة عائد على المأمور به من العبادة وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة . قوله : ( الملة ) { ٱلقَيِّمَةِ } قدره إشارة إلى أن { دِينُ } مضاف لمحذوف ، و { ٱلقَيِّمَةِ } صفة لذلك المحذوف ، دفعاً لما يقال : إن إضافة { دِينُ } إلى { ٱلقَيِّمَةِ } من اضافة الموصوف إلى صفته ، وهي بمنزلة إضافة الشيء إلى نفسه ، وفيها خلاف .