Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 63-67)
Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَىٰ أَبِيهِمْ قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَآ أَخَانَا } [ يوسف : 63 ] وهو بنيامين السر ، { نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ يوسف : 63 ] يشير إلى أن أوصاف البشرية ، { فَلَمَّا رَجَعُوا } [ يوسف : 63 ] عن أحواله إلى ربهم كان عبورهم ، { إِلَىٰ أَبِيهِمْ } [ يوسف : 63 ] يعقوب الروح ، { قَالُواْ يٰأَبَانَا مُنِعَ مِنَّا ٱلْكَيْلُ } [ يوسف : 63 ] أي : الكيل الكامل إذا لم يكن معنا أخونا بنيامين السر فأرسله معنا نكتل بحضوره معنا الكيل الكامل من خزائن يوسف القلب ، { وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [ يوسف : 63 ] عن تصرفات الشيطان ومكائد الدنيا . { قَالَ } [ يوسف : 64 ] يعقوب الروح ، { هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَآ أَمِنتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ } [ يوسف : 64 ] يوسف القلب ، { مِن قَبْلُ فَٱللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً } [ يوسف : 64 ] أي : آمنته عليه منكم ، { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } [ يوسف : 64 ] لمن يتوكل عليه ويأمنه ، { وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ } [ يوسف : 65 ] أي : الذي استغفاره من القلب ، { وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ } [ يوسف : 65 ] أي : فوائد طاعتهم ، { رُدَّتْ إِلَيْهِمْ } [ يوسف : 65 ] عائدة عليهم ، { قَالُواْ يٰأَبَانَا مَا نَبْغِي } [ يوسف : 65 ] ما نطلب وراء هذا ، وفِّي لنا كيل المعرفة والتوحيد ، { هَـٰذِهِ بِضَاعَتُنَا } [ يوسف : 65 ] من الأعمال الصالحة ، { رُدَّتْ إِلَيْنَا } [ يوسف : 65 ] فوائدها ترجع إلى يوسف القلب . { وَنَمِيرُ أَهْلَنَا } [ يوسف : 65 ] وهم : الأعضاء والجوارح تحصيل لهم قوتاً روحانياً يزيد في قوتهم الجسدانية ، { وَنَحْفَظُ أَخَانَا } [ يوسف : 65 ] من حوادث النفسانية ووساوس الشيطانية ، { وَنَزْدَادُ } [ يوسف : 65 ] بواسطة حضور أخيه السر من القلب ، { كَيْلَ بَعِيرٍ } [ يوسف : 65 ] من الفوائد الروحانية الربانية ، { ذٰلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ } [ يوسف : 65 ] يسّره الله . { قَالَ } [ يوسف : 66 ] يعقوب الروح ، { لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّىٰ تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ ٱللَّهِ } [ يوسف : 66 ] وهو همة علية وعزيمة صادقة ، { لَتَأْتُنَّنِي بِهِ } [ يوسف : 66 ] أي : بالسر مع الفوائد الربانية ، { إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ } [ يوسف : 66 ] أي : إلا أن يغلب عليكم الأحكام الأزلية والحكم الإلهية ، { فَلَمَّآ آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَا نَقُولُ وَكِيلٌ } [ يوسف : 66 ] . { وَقَالَ يٰبَنِيَّ } [ يوسف : 67 ] يشير إلى أنه توكيل بعد التوكيل كقوله تعالى : { لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ } [ يوسف : 67 ] يشير إلى توصية الروح لأوصاف إلى البشرية عند تقربها إلى القلب واستفادتها منه ألاَّ يتقربوا إليه بنوع واحد من المعاملات ، { وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَآ أُغْنِي عَنكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ ٱلْحُكْمُ إِلاَّ للَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ } [ يوسف : 67 ] من أنواع العبودية ، فإن في ذلك سعي العباد وجهدهم والمسبب بالأسباب ، وما يغني هذه الأسباب من الله وأحكامه الأزلي من شيء إن لم يوافقها ، ولا حكم في الأشياء إلا الله ينبغي للمتوكلين أن يتوكلوا عليه لا على الأسباب ، فإن الأمر كما قال صلى الله عليه وسلم : " لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد " .