Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 68-72)

Tafsir: at-Taʾwīlāt an-naǧmiyya fī at-tafsīr al-ʾišārī aṣ-ṣūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ } [ يوسف : 68 ] إلى قضاها ؛ يعني : فعلوا ما أمرهم بعقول الروح ، فدخلوا من أبواب من أنواع العبودية وإن لم يغني عنهم من دون الله شيء ، { إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ } [ يوسف : 68 ] الروح ، { قَضَاهَا } [ يوسف : 68 ] وهي امتثال لأمر الحق فيما أمره كما قال : { وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ } [ يوسف : 68 ] يعني : ما أمرهم بشيء الإيمان علمناه وأمرناه ، { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } [ يوسف : 68 ] يعني : أرباب الصورة ، { لاَ يَعْلَمُونَ } [ يوسف : 68 ] أن ما يجري على خواص العباد إنما هو بوحينا وإلهامنا وتعليمنا فهم لا يعلمون بما نأمرهم ، ونحن نفعل ما نشاء بحكمتنا . { وَلَمَّا دَخَلُواْ } [ يوسف : 69 ] أي : الأوصاف البشرية ومعهم السر ، { عَلَىٰ يُوسُفَ } [ يوسف : 69 ] القلب ، { آوَىۤ إِلَيْهِ أَخَاهُ } [ يوسف : 69 ] أي : القلب إليه السر لأنه أخوه الحقيقي لمناسبة الروحانية التي اختصا بهما دون إخوانهما الأوصاف ، فإنهم يختصون بالبشرية النفسانية ، { قَالَ إِنِّيۤ أَنَاْ أَخُوكَ } [ يوسف : 69 ] إني أخوك الحقيقي ، { فَلاَ تَبْتَئِسْ } [ يوسف : 69 ] إن وصلت بي ، { بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ يوسف : 69 ] ذلك في مفارقتي ؛ وذلك لأن السر مما يكون مفارقاً عن القلب مقارناً للأوصاف يكون محروماً عن كمالات مستعد لها مباشراً للأوصاف ممنوعاً عن المرام خاسراً خائباً . { فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ } [ يوسف : 70 ] يعني : القلب لما جهزهم الأوصاف بما يلائم أحوالها ، { جَعَلَ ٱلسِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ } [ يوسف : 70 ] وهي مشربه كان منه شربه ؛ ليكون شربهما واحد ، فإنهما رضعا بلبان واحد ، { ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ } [ يوسف : 70 ] ، { قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِمْ مَّاذَا تَفْقِدُونَ } [ يوسف : 71 ] ، { قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ ٱلْمَلِكِ وَلِمَن جَآءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ } [ يوسف : 72 ] سرقتم في الأول يوسف وشريتموه بدراهم بخس من متاع الدنيا وشهواتها ، وسرقتم في الآخر صواع الملك ومشربته ، وما هي بمشاربكم يشير إلى أن من ادَّعى الشرب من مشارب الرجال ، وهو طفل بعد أخذ بالسرقة واسترد منه ما نال منها ، { قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ } إلى { حِمْلُ بَعِيرٍ } فيه إشارة إلى أن من يكون مشاهداً لحمل البعير الذي هو علف الدواب متى يكون مستحقاً لمشربه هي مشارب الملوك ، { وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ } [ يوسف : 72 ] أن من لم يسلم له الشرب من تلك المشارب في حرم عنها لم يحرم عن موانع الحيوانات ، فيأكلون كما تأكل الأنعام .